وقوله سبحانه: { وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَـٰكَهُمْ... } الآية، لم يُعَيِّنْهُم سبحانه بالأسماء والتعريف التامّ؛ إبقاءً عليهم وعلى قراباتهم، وإنْ كانوا قد عُرِفُوا بلحن القول، وكانوا في الاشتهار على مراتبَ كابنِ أُبَيٍّ وغيره، والسِّيما: العلامة، وقال ابن عباس والضَّحَّاكُ: إنَّ اللَّه تعالى قد عَرَّفَهُ بهم في سورة براءة بقوله:
{ { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً } [التوبة:84] وفي قوله: { { فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِىَ أَبَدًا وَلَن تُقَـٰتِلُواْ مَعِىَ عَدُوًّا } [التوبة:83] قال * ع *: وهذا في الحقيقة ليس بتعريف تامٍّ، ثم أخبر تعالى أَنَّهُ سيعرفهم في لحن القول، أي: في مذهب القول ومنحاه ومَقْصِدهِ، واحتجَّ بهذه الآية مَنْ جعل الحَدَّ في التعريض بالقذف. * ص *: قال أبو حيان: «ولتعرفنهم» اللام جواب قسم محذوف، انتهى.
وقوله سبحانه: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـٰلَكُمْ } مخاطبة للجميع من مؤمن وكافر.
وقوله سبحانه: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ... } الآية، كان الفُضَيْلُ بن عِيَاضٍ إذا قرأ هذه الآية بكى، وقال: اللهم لا تبتلنا فإنك إنْ بلوتنا فضحتنا، وهتكت أستارنا.
وقوله سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَاقُّواْ ٱلرَّسُولَ... } الآية، قالت فرقة: نزلت في بني إسرائيل، وقالت فرقة: نَزَلَتْ في قوم من المنافقين، وهذا نحو ما تقدم، وقال ابن عباس: نزلت في المطعمين في سفرة بدر، وقالت فرقة: بل هِي عامَّةٌ في كل كافر.
وقوله: { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } تحقيرٌ لهم.