التفاسير

< >
عرض

وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٣٨
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٣٩
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ
٤٠
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
-الذاريات

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله: { وَتَرَكْنَا فِيهَا } أي: في القرية، وهي سدوم { ءَايَةً }، قال أبو حيان: { وَفِى مُوسَىٰ }، أي: وفي قصة موسى، [انتهى].

وقوله سبحانه في فرعون: { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } أي: أعرض عن أمر اللَّه، ورُكْنُهُ: هو سلطانُه وجُنْدُهُ وشدَّةُ أمره، وقول فرعون في موسى: { سَـٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } هو تقسيم، ظَنَّ أَنَّ موسى لا بُدَّ أَنْ يكونَ أَحَدَ هذين القسمين، وقال أبو عبيدةَ: «أو» هنا بمعنى الواو، وهذا ضعيف لا داعيةَ إليه في هذا الموضع.

وقوله: { مَا تَذَرُ مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } أي: ما تدع من شيء أتتْ عليه مِمَّا أذِنَ لها في إِهلاكه { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ }: وهو الفاني المُتَقَطِّعُ؛ يبساً أو قِدَماً من الأشجار والوَرَقِ والعِظَامِ، ورُوِيَ في حديث: أَنَّ تلك الريح كانت تَهُبُّ على الناس فيهم العاديُّ وغيرُهُ، فَتَنْتَزِعُ العَادِيَّ من بين الناس وتذهب به.

وقوله سبحانه: { وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ } أي: إذ قيل لهم في أول بَعْثِ صالح، وهذا قول الحَسَنِ، ويحتمل: إذْ قيل لهم بعد عَقْرِ الناقة: تمتعوا في داركم ثلاثة أَيَّامٍ؛ وهو قول الفرَّاء.

وقوله: { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } أي: يبصرون بعيونهم، وهذا قول الطبريِّ، ويحتمل أَنْ يريدَ وهم ينتظرون في تلك الأَيَّامِ الثلاثة، وهذا قول مجاهد.