وقوله سبحانه: { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ } بمنزلة قوله: أم عندهم الاستغناء في جميع الأمور؟ والمصيطر: القاهر، وبذلك فسر ابن عباس الآية، والسُّلَّمُ: السبب الذي يُصْعَدُ به، كان ما كان من خشب، أو بناء، أو حبال، أو غير ذلك، والمعنى: ألهم سُلَّمٌ إِلى السماء يستمعون فيه، أي: عليه أو منه، وهذه حروف يَسُدُّ بعضُها مَسَدَّ بعض، والمعنى: يستمعون الخبر بِصِحَّةِ ما يدعونه، فليأتوا بالحُجَّةِ المبينة في ذلك.
وقوله سبحانه: { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } الآية، قال ابن عباس: يعني أَمْ عندهم اللوحُ المحفوظ، { فَهُمْ يَكْتُبُونَ }: ما فيه، ويخبرون به، ثم قال: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً }: بك وبالشرع، ثم جزم الخبر بأنَّهم { هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } أي: هم المغلوبون، فَسَمَّى غَلَبَتَهُمْ كيداً؛ إذ كانت عقوبةُ الكَيْدِ، ثم قال سبحانه: { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ }: يعصمهم ويمنعهم من الهلاك، قال الثعلبيُّ: قال الخليل: ما في سورة الطور كُلِّها من ذكر «أم» كُلُّه استفهام لهم، انتهى.
ثم نَزَّهَ تعالى نفسه: { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به.