وقوله سبحانه: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } مخاطبة للإنسان الكافر؛ كأَنَّه قيل له: هذا هو اللَّه الذي له هذه الأفعال، وهو خالِقُكَ المُنْعِمُ عليكَ بكُلِّ النِّعَمِ، ففي أَيّها تشك وتتمارى؟! معناه: تشكك، وقال مالك الغفاريُّ: إنَّ قوله: { أَلاَّ تَزِرُ } إلى قوله: { تَتَمَارَىٰ } هو في صحف إِبراهيم وموسى.
وقوله سبحانه: { هَـٰذَا نَذِيرٌ } يحتمل أَنْ يشير إلى نَبِيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول قتادة وغيره، وهذا هو الأشبه، ويحتمل أنْ يشير إلى القرآن، وهو تأويل قوم، و{ نَذِيرٌ } يحتمل أَنْ يكونَ بناء اسم فاعل، ويحتمل أَنْ يكون مصدراً، ونُذُر جمع نذير.
وقوله تعالى: { أَزِفَتِ ٱلأَزِفَةُ } معناه: قربت القريبة، والآزفة: عبارة عن القيامة بإجماعٍ من المفسرين، وأَزِفَ معناه قَرُبَ جدًّا؛ قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ: [البسيط]
بَانَ الشَّبَابُ وَآهَا الشَّيْب قَدْ أَزِفَاوَلاَ أَرَى لشَبَابٍ ذَاهِبٍ خَلَفَا
و{ كَاشِفَةٌ } يحتمل أَنْ تكون صفة لمؤنث التقدير: حال كاشفة ونحو هذا التقدير، ويحتمل أَنْ تكونَ بمعنى: كاشف؛ قال الطبريُّ والزَّجَّاج: هو من كشف السِّرّ، أي: ليس من دون اللَّه مَنْ يشكف وَقْتَهَا ويعلمه، وقال منذر بن سعيد: هو من كشف الضُّرّ ودفعه، أي: ليس مَنْ يكشف خَطْبَهَا وهولها إِلاَّ اللَّهُ.