التفاسير

< >
عرض

ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ
٦٤
لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
٦٥
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
٦٦
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ
٦٧
أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِي تَشْرَبُونَ
٦٨
ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ
٦٩
لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ
٧٠
أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ
٧١
أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ
٧٢
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ
٧٣
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٧٤
-الواقعة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } أي: زرعاً يتم { أَمْ نَحْنُ }: وروى أبو هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: "لاَ تَقُلْ: زَرَعْتُ، وَلَكِنْ قُلْ حَرَثْتُ، ثُمَّ تَلاَ أَبُو هُرَيْرَةَ هَذِهِ الآية" والحطام: اليابس المُتَفَتِّتُ من النبات الصائر إلى ذهاب، وبه شُبِّهَ حُطَامُ الدنيا و{ تَفَكَّهُونَ } قال ابن عباس وغيره: معناه تعجبون، أي: مِمَّا نزل بكم، وقال ابن زيد: معناه: تتفجعون، قال * ع *: وهذا كله تفسير لا يَخُصُّ اللفظة، والذي يخص اللفظةَ هو تطرحون الفكاهةَ عن أنفسكم، وقولهم: { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } قبله محذوف تقديره: يقولون، وقرأ عاصم الجَحْدَرِيُّ: «أَإنَّا لَمُغْرَمُونَ» بهمزتين على الاستفهام، والمعنى يحتمل أَنْ يكونَ: إنا لمغرمون من الغرام، وهو أَشَدُّ العذاب، ويحتمل: إنَّا لمحملون الغرم، أي: غرمنا في النفقةَ، وذَهَبَ زَرْعُنَا، وقد تَقَدَّمَ تفسيرُ المحروم، وأَنَّهُ الذي تبعد عنه مُمْكِنَاتُ الرزق بعد قُرْبها منه، وقال الثعلبيُّ: المحروم ضد المرزوق، انتهى، و{ ٱلْمُزْنِ }: هو السحاب، والأُجَاجُ: أشدُّ المياه ملوحةً، و{ تُورُونَ } معناه: تقتدحون من الأزند؛ تقول: أوريتُ النارَ من الزِّنَادِ، والزنادُ: قد يكون من حجر وحديدة، ومن شجر، لا سيما في بلاد العرب، ولا سيما في الشجر الرَّخْوِ؛ كالمَرَخِ والعفار والكلخ، وما أشبهه، ولعادة العرب في أزنادهم من شجر قال تعالى: { ءَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا } أي: التي تقدح منها { أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَـٰهَا }: يعني نار الدنيا { تَذْكِرَةً } للنار الكبرى، نارِ جهنم؛ قاله مجاهد وغيره، والمتاع: ما يُنْتَفَعُ به، والمُقْوِينَ: في هذه الآية الكائنين في الأرض القَوَاءِ، وهي الفَيَافي، ومن قال معناه: للمسافرين فهو نحو ما قلناه، وهي عبارة ابن عباس ـــ رضي اللَّه عنه ـــ تقول: أَقْوَى الرَّجُلُ: إذا دَخَلَ في الأرض القَوَاءِ.