التفاسير

< >
عرض

آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
٧
وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ
٨
هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٩
-الحديد

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ... } الآية: أمر للمؤمنين بالثبوت على الإيمان، ويُرْوَى أَنَّ هذه الآية نزلت في غزوة العُسْرَةِ، قاله الضَّحَّاكُ، وقال: الإشارة بقوله: { فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ } إلى عثمانَ بن عفان، يريد: ومَنْ في معناه؛ كعبد الرحمن بن عوف، وغيره.

وقوله: { مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ }: تزهيد وتنبيه على أَنَّ الأَموال إنَّما تصير إلى الإنسان من غيره، ويتركها لغيره، وليس له من ذلك إِلاَّ ما أكل فأفنى، أو تصدق فأمضى، ويروى أَنَّ رجلاً مَرَّ بأعرابيٍّ له إبل فقال له: يا أَعرابيُّ، لِمَنْ هذه الإبل؟ قال: هي للَّه عندي، فهذا مُوَفَّقٌ مصيب إنْ صحب قوله عمله.

وقوله سبحانه: { وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ... } الآية: توطئةٌ لدعائهم (رضي اللَّه عنهم) لأَنَّهُمْ أهل هذه الرُّتَبِ الرفيعة، وإذا تقرر أَنَّ الرسولَ يدعوهم، وأَنَّهم مِمَّنْ أخذ اللَّه ميثاقهم ـــ فكيف يمتنعون من الإيمان؟.

وقوله: { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي: إنْ دُمْتُمْ على إيمانكم، و{ ٱلظُّلُمَـٰتِ }: الكفر، و{ ٱلنُّورِ }: الإيمان، وباقي الآية وعد وتأنيس.