وقوله سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَادُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ... } الآية: نزلت في قوم من المنافقين واليهود، كانوا يتربَّصُون برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين الدوائرَ، ويتمنَّون فيهم المكروهَ، ويتناجون بذلك؛ وكُبِتَ الرجل: إذا بَقِيَ خَزْيَانَ يُبْصِرُ ما يكره، ولا يَقْدِرُ على دفعه، وقال قوم منهم أبو عبيدة: أصله كبدوا، أي: أصابهم داء في أكبادهم، فأُبْدِلَتِ الدَّالُ تاءً، وهذا غير قويٍّ، و{ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }: منافقو الأمم الماضية، ولفظ البخاريِّ: { كُبِتُواْ }: أُحْزِنُوا.
وقوله تعالى: { وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ }: العامل في { يَوْمَ } قوله: { مُّهِينٌ }، ويحتمل أنْ يكون فعلاً مُضْمَراً تقديره: اذكر.
وقوله تعالى: { إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } أي: بعلمه وإحاطته وقُدْرَتِهِ، وعبارة الثعلبيِّ { إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ }: يعلم ويسمع نجواهم، يدل على ذلك افتتاح الآية وخاتمتُها، انتهى.