قوله تعالى: { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } الآية: تقدم الكلامُ في تسبيح الجمادات و{ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ }: هم بنو النضير.
و[قوله]: { لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ }: قال الحسن بن أبي الحسن وغيره: يريد حَشْرَ القيامة، أي: هذا أَوَّلُهُ والقيامُ من القبور آخره، وقال عِكْرَمَةُ وغيره: والمعنى: لأول موضع الحشر، وهو الشام؛ وذلك أَنَّ أكثرهم جاء إلى الشام، وقد رُوِيَ أَنَّ حشرَ القيامة هو إلى بلاد الشام.
وقوله سبحانه: { مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ }: يريد لمنعتهم وكثرة عددهم.
وقوله تعالى: { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: كُلَّما هدم المسلمون من تحصينهم في القتال هدموا هم من البيوت؛ ليجبروا الحصن.
* ت *: والحاصل أَنَّهم يخربون بيوتهم حِسًّا ومعنى؛ أَمَّا حِسًّا فواضح، وأَمَّا معنى فبسوء رأيهم وعاقبة ما أضمروا من خيانتهم وغدرهم، { وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمُ ٱلْجَلاَءَ }: من الوطن { لَعَذَّبَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا }: بالسبي والقتل، قال البخاريُّ: والجلاء: الإخراج من أرض إلى أرض، انتهى.