وقوله سبحانه: { وَرَبُّكَ ٱلْغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ } الآيةُ متضمِّنةٌ وعيداً وتحذيراً من بطْشِ اللَّه عزَّ وجلَّ في التعجيل بذلك، وإمَّا مع المُهْلَة ومرورِ الجَدِيدَيْن؛ فذلك عادته سبحانه في الخَلْق بإذهاب خَلْقِ وٱستخلافِ آخرين.
وقوله سبحانه: { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لأَتٍ }، هو من الوعيدِ؛ بقرينة: { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ }، أي: وما أنتم بناجين هَرَباً فتعجزوا طالبكم، ثم أمر سبحانه نبيَّه ـــ عليه السلام ـــ أنْ يتوعدَّهم بقوله: { ٱعْمَلُواْ }، أي: فسترون عاقبةَ عملكم الفاسدِ، وصيغةُ «ٱفعلْ» هنا: هي بمعنى الوعيدِ والتهديدِ، و { عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ }: معناه: على حالِكُمْ وطريقَتِكم، و { عَـٰقِبَةُ ٱلدَّارِ }، أي: مآل الآخرة، ويحتمل مآل الدنيا؛ بالنصر والظهورِ، ففي الآية إعلام بغَيْب.