قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } أي: في أصْلِ الخِلْقَةِ، وهذا يَجْرِي مع قول المَلَكِ: يَا رَبِّ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، الحَدِيثَ، وذَلِكَ في بطنِ أمهِ، وقيل: الآيةُ تعديدُ نِعَمٍ، فقولُه: { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ } هَذِهِ نعمةُ الإيجَاد، ثم قال: { فَمِنكُمْ كَافِرٌ } أي: بهذِه النِّعْمَةِ؛ لجهلهِ باللَّهِ، { وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } باللَّهِ، والإيمانُ بهِ شُكْرٌ لنعمتِه، فالإشَارةُ عَلى هذَا التأويلِ في الإيمانِ والكفرِ، هي إلى اكتسابِ العَبْدِ؛ وهذا قولُ جماعة، وقيلَ غيرُ هذا.
وقوله تعالى: { خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } أي: لم يخلقْها عَبَثاً ولاَ لغيرِ مَعْنى.
وقوله تعالى: { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } هو تعديدُ نِعَمٍ، والمرادُ الصورةُ الظاهرة، وقيل: المرادُ صورةُ الإنسانِ المعنويَّةِ من حيثُ هو إنسانٌ مُدْرِكٌ عاقلٌ، والأولُ أجْرَى على لغةِ العرب.