وقوله سبحانه: { لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ... } الآية، عَدَلَ بَيْنَ الأزواج لِئَلاَّ تَضِيعَ هي ولا يُكَلَّفَ هو ما لا يُطِيقُ، ثُم رجَّى تعالى باليُسْرِ تِسْهِيلاً على النفوس وتطييباً لها.
وقوله سبحانه: { وَكَأَيِّن } الثعلبي: وكأين: أي: وَكَمْ مِنْ قَرْيَة، { عَتَتْ } أي: عَصَتْ.
وقوله: { فَحَاسَبْنَـٰهَا } قال * ع *: قال بعضُ المتأولينَ: الآيةُ في أحوالِ الآخِرَةِ، أي: ثمَّ هُو الحسابُ والتعذيبُ والذَوْقُ وخَسَارُ العَاقِبَةِ، وقال آخرونَ: ذلك في الدنيا، ومعنى { فَحَاسَبْنَـٰهَا حِسَاباً شَدِيداً } أي: لم تُغْتَفَرْ لهم زَلَّةٌ، بل أُخِذَتْ بالدقائق من الذنوب، ثم نَدَبَ تعالى أولي الألباب إلى التقوى تحذيراً.
وقوله تعالى: { قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً } اخْتُلِفَ في تقديرِه، وأبْيَنُ الأقوالِ فيه معنى أنْ يكونَ الذكرُ القرآنُ، والرسولَ محمداً صلى الله عليه وسلم، والمِعْنَى وأرْسَلَ رسولاً لكنَّ الإيجازَ اقتضَى اختصارَ الفعلِ الناصب للرسول؛ ونحا هذا المنحى السدي، وسائرُ الآيةِ بيِّن.