التفاسير

< >
عرض

لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ
٤٥
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ
٤٨
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ
٤٩
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٥٠
وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ
٥٢
-الحاقة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } قال ابن عباس: المعنى لأَخَذْنا منه بالقوةِ، أي لَنِلْنَا منه عقَابَه بقوةٍ منا، وقيل: معناه لأَخَذْنَا بيدهِ اليمنى؛ على جهةِ الهَوانِ، كما يقال لِمَنْ يسجنُ أو يقامُ لعقوبةٍ: خُذُوا بيدِه أو بيمينه، والوَتِينُ نِيَاطُ القلبِ؛ قاله ابن عباس، وهُو عِرْقٌ غَلِيظٌ تصادفُه شفرةُ الناحِرِ، فمعنى الآيةِ: لأَذْهَبْنَا حياتَه معجَّلاً، والحاجِزُ: المانِعُ والضمير في قوله: { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } عائدٌ على القرآنِ، وقيل: على النبي صلى الله عليه وسلم، * ص *: { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ }: ضمير (إنه) يعودُ على التكذيبِ المفهومِ من { مُّكَذِّبِينَ }، انتهى، وقال الفخر: الضميرُ في قوله: { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ } فيه وجهانِ: أحدهما أنه يعودُ على القرآن، أي: هو على الكافرينَ حَسْرَةً، إمَّا يوم القيامةِ إذَا رَأَوا ثَوَابَ المصدِّقينَ به، أو في الدنيا إذا رأوا دَوْلَةَ المؤمنِين،، والثاني: قال مقاتلٌ: وإنَّ تكذيبَهم بالقرآن لَحَسْرَةٌ عليهم يَدلُّ عَلَيْه قوله: { أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ }، انتهى، ثم أمَرَ تعالى نبيه بالتسبيحِ باسْمِه العظيم، ولمّا نَزَلت قَال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اجْعَلُوها في رُكُوعِكم.