وقوله سبحانه: { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } قال ابن عباس: المعنى لأَخَذْنا منه بالقوةِ، أي لَنِلْنَا منه عقَابَه بقوةٍ منا، وقيل: معناه لأَخَذْنَا بيدهِ اليمنى؛ على جهةِ الهَوانِ، كما يقال لِمَنْ يسجنُ أو يقامُ لعقوبةٍ: خُذُوا بيدِه أو بيمينه، والوَتِينُ نِيَاطُ القلبِ؛ قاله ابن عباس، وهُو عِرْقٌ غَلِيظٌ تصادفُه شفرةُ الناحِرِ، فمعنى الآيةِ: لأَذْهَبْنَا حياتَه معجَّلاً، والحاجِزُ: المانِعُ والضمير في قوله: { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } عائدٌ على القرآنِ، وقيل: على النبي صلى الله عليه وسلم، * ص *: { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ }: ضمير (إنه) يعودُ على التكذيبِ المفهومِ من { مُّكَذِّبِينَ }، انتهى، وقال الفخر: الضميرُ في قوله: { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ } فيه وجهانِ: أحدهما أنه يعودُ على القرآن، أي: هو على الكافرينَ حَسْرَةً، إمَّا يوم القيامةِ إذَا رَأَوا ثَوَابَ المصدِّقينَ به، أو في الدنيا إذا رأوا دَوْلَةَ المؤمنِين،، والثاني: قال مقاتلٌ: وإنَّ تكذيبَهم بالقرآن لَحَسْرَةٌ عليهم يَدلُّ عَلَيْه قوله: { أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ }، انتهى، ثم أمَرَ تعالى نبيه بالتسبيحِ باسْمِه العظيم، ولمّا نَزَلت قَال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اجْعَلُوها في رُكُوعِكم.