التفاسير

< >
عرض

مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً
٢٥
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً
٢٦
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً
٢٧
رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً
٢٨
-نوح

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { مِّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ } ابتداء إخْبَارٍ مِنَ اللَّهِ تعالَىٰ لمحمَّد ـــ عليه السلام ـــ و«ما» في قوله: { مِّمَّا }: زائدةٌ فكأَنه قال: مِنْ خطِيئَاتِهِم، وهي لابتداءِ الغَايَةِ، * ص *: { مِّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ } من للسببِ، * ع *: لابتداءِ الغايةِ و«ما» زائِدة للتَوْكيد، انتهى، { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } يعني جَهَنَّمَ، وقول نوح: { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ دَيَّاراً } قال قتادة وغيره: لم يَدْعُ نوحٌ بهذهِ الدعوةِ إلاَّ مِنْ بَعْدِ أنْ أُوحِيَ إليه { { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنََ } [هود:36] و{ دَيَّاراً } أصْله: دَيْوَارٌ من الدَّوَرانِ، أي: من يجيءُ ويذهب.

وقوله: { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ } قال ابن عباس: لم يَكْفُرْ لنوحٍ أبٌ مَا بَيْنَه وبين آدم عليه السلام، وقرأ أُبيُّ بن كعب: «ولأَبَوَيَّ»، وبيتُه المسجدُ؛ فيما قاله ابن عباس، وجمهورُ المفسرين، وقال ابن عباس أيضاً: بيتُه شريعتُه ودِينُه؛ استعار لها بَيْتاً كما يقال قُبَّة الإسْلاَمِ وفُسْطَاطُ الدين، وقيل: أراد سفينتَه.

وقوله: { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } تعميمٌ بالدعاء لمؤمِني كلِّ أمَّةٍ، وقال بعض العلماء: إن الذي استجابَ لنوح ـــ عليه السلامُ ـــ فأغْرَق بدعوتِه أهْلَ الأرضِ الكفارِ، لجديرٌ أن يستجيبَ له فَيَرْحَمَ بدعوتِهِ المؤْمنينَ، والتَّبَارُ: الهَلاَك.