التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً
١١
وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً
١٢
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً
١٣
وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً
١٤
وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً
١٥
-الجن

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقولهم: { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ } إلى آخرِ قولهم: { وَمِنَّا ٱلْقَـٰسِطُونَ } هُوَ من قولِ الجِنّ، وقولهم: { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي: غَيْرُ صالحين، * ص *: { دُونَ ذَلِكَ } قِيل: بمعنى غَيْرُ ذلك، وقيلَ: دُونَ ذلكَ في الصلاحِ، فـــ«دون» في موضِع الصِّفَةِ لمحذوفٍ، أي: ومنَّا قومٌ دونَ ذلك، انتهى، والطرائقُ: السِّيَرُ المختلفَة، والقِدَدُ كذلكَ هي الأشْياء المختلفة كأنه قَدْ قُدَّ بعضُها من بعضٍ وفُصِلَ، قال ابن عباس وغيره: { طَرَائِقَ قِدَداً } أهواء مختلفةً. وقولهم: { وَأَنَّا ظَنَنَّا } أي: تَيَقَّنَّا، فالظِّنّ هنا بمعنى الْعِلْمِ { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ... } الآية، وهذا إخبارٌ منهم عَنْ حَالِهِمْ بَعْدِ إيمانِهم بما سمعوا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، و{ ٱلْهُدَىٰ } يريدونَ به القرآنَ، والبَخْسُ النَّقْصُ، والرَّهَقُ تَحْمِيلُ مَا لاَ يطاقُ، وما يَثْقُل، قال ابن عباس: البَخْسُ نَقْصُ الحسناتِ، والرَّهَقُ الزيادةُ في السيئات.

وقوله تعالى: { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } الوجْهُ فيه أنْ يكونَ مخاطَبَةً من اللَّه تعالى لنبيه محمد ـــ عليه السلام ـــ ويُؤيِّدُه ما بَعْدَه من الآياتِ، و{ تَحَرَّوْاْ } معناه: طَلَبُوا باجتهادهم.