وقوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ... } الآية، خطابٌ للعالم لكِنِ المواجَهُونَ قريشٌ، و{ شَـٰهِداً عَلَيْكُمْ } نَحْوُ قولهِ:
{ { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء:41] والوَبِيلُ: الشَّدِيدُ الرَّدَى. وقوله تعالى: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ } معناه: كَيْفَ تَجْعَلُونَ وِقَايةً لأنفسِكم، و{ يَوْماً } مفعولٌ بـ{ تَتَّقُونَ }، وقِيلَ: هو مفعولٌ بـ{ كَفَرْتُمْ } ويكونُ { كَفَرْتُمْ } بمعنى: جَحَدْتم، فـ { تَتَّقُونَ } على هذا منَ التقوى، أي: تتقونَ عذابَ اللَّهِ، ويجوزُ أن يكونَ { يَوْماً } ظرفاً والمعنى: تتقونَ عِقَابَ اللَّه يوماً، وعبارةُ الثعلبي: { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ } أي كيف تَتَحَصَّنُونَ من عذابِ يَوْمٍ يَشِيبُ فيه الطفلُ لهولِه إنْ كفرتُم، ثم ذَكَرَ نحو ما تقدم، انتهى، وحَكَى * ص *:، عن بعضِ الناسِ جَوازَ أنْ يكونَ { يَوْماً } ظرفَاً أي: فكيفَ لَكُمْ بالتقوَى في يومِ القيامَةِ إنْ كفرتم في الدنيا، * ت *: وهَذَا هُوَ مُرَادُ * ع *، قَالَ أبو حيان: و{ شِيباً } مفعولٌ ثانٍ لـ{ يَجْعَلُ } وهُو جَمْع أشْيَب، انتهى.