التفاسير

< >
عرض

ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً
١١
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً
١٢
وَبَنِينَ شُهُوداً
١٣
وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً
١٤
ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ
١٥
-المدثر

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } الآية، لا خلافَ بَيْنَ المفسرين أن هذه الآيةَ نزلتْ في الوليدِ بن المغيرةِ المخزومي، فَرُوِيَ أنَّه كَانَ يُلَقَّبُ الوحيدَ أي: لأنه لاَ نَظِيرَ له في مالهِ وشَرَفهِ في بيتِه، فَذَكَرَ الوَحِيدَ في جملة النِّعَمِ التي أُعْطِيَ، وإنْ لم يَثْبُتْ هذا فقوله تعالى: { خَلَقْتُ وَحِيداً } معناه: منفَرِداً قليلاً ذَلِيلاً، والمالُ الممدودُ قال مجاهد وابن جبير: هو ألْفُ دينار، وقال سفيان: بلغني أَنَّهُ أربَعة آلافٍ؛ وقاله قتادة: وقيل عَشَرَةُ آلافِ دينار، قال * ع *: وهذا مَدّ في العدَدِ، وقال عمر بن الخطاب: المالُ الممدودُ: الرَّيْع المستغَلُّ مُشَاهَرةً.

{ وَبَنِينَ شُهُوداً } أي حُضُوراً، قيل عشَرَةٌ وقِيلَ ثَلاَثَةُ عَشَرَ، قال الثعلبيُّ: أسْلَم منهم ثلاثةٌ خَالد بْن الوليدِ، وهِشَام، وعِمَارَة، قالوا: فما زال الوليدُ بَعْد نزولِ هذهِ الآيةِ في نُقْصَانٍ مِنْ مالهِ وَوَلدِه حتَى هلك، انتهى.

{ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } قال سفيانُ: المعنى بَسَطْتُ له العيشَ بَسْطاً.