وقوله سبحانه: { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } قال الحسن: لا نَذِيرَ أدْهَى مِنَ النارِ، وقال ابن زيد: { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } هُوَ محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله سبحانه: { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } قال الحسن: هو وعيد نحو قوله:
{ { فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف:29]، ثم قوَّى سبحانه هذا المعنى بقوله: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }: إذ لزم بهذا القول أنَّ المُقَصِّرَ مرتهن بسوءِ عمله، وقال الضَّحَّاكُ: المعنى: كل نفس حَقَّتْ عليها كلمة العذاب، ولا يرتهن تعالى أحداً من أهل الجنة إنْ شاء اللَّه. وقوله تعالى: { إِلاَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } استثناءٌ ظاهره الانفصال، تقديره: لكن أصحاب اليمين في جنات.
* ص *: { فِي جَنَّـٰتٍ } أي: هم في جنات، فيكون خبر مبتدإ محذوف.
* م *: وأعربه أبو البقاء حالاً من الضمير في { يَتَسَاءَلُونَ }، انتهى.
قال ابن عباس: { أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } هنا الملائكة، وقال الضَّحَّاكُ: هم الذين سبقت لهم من اللَّه الحسنى، وقال الحسن وابن كَيْسَانَ: هم المسلمون المخلصون ليسوا بمرتهنين.
* ت *: وأسند أبو عمر بن عبد البر عن علي ابن أبي طالب في قوله تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْيَمِينِ } قال: أصحاب اليمين: أطفال المسلمين، انتهى من التمهيد.