وقولهم: { مَا سَلَكَكُمْ } أي: ما أدخلكم، فيحتمل أنْ يكون من قول أصحاب اليمين الآدميين أو من قول الملائكة.
وقوله تعالى: { قَالُواْ } يعني الكفار { لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ... } الآية، وفي نفي الصلاة يدخل الإيمان باللَّه، والمعرفة به، والخشوع له { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } يشمل الصدقة فرضاً كانت أو نفلاً، والخوض مع الخائضين: عَرَّفه في الباطل والتكذيب بيوم الدين كفر صراح { حَتَّىٰ أَتَـٰنَا ٱلْيَقِينُ } يعني الموت؛ قاله المفسرون.
قال * ع *: وعندي: أَنَّ اليقين صِحَّةُ ما كانوا يكذبون به من الرجوع إلى اللَّه والدار الآخرة، وقد تقدم ذكر أحاديث الشفاعة؛ قال الفخر: واحتجَّ أصحابنا بهذه الآية على أَنَّ الكفار يُعَذَّبُونَ بترك فروع الشريعة، والاستقصاء فيه قد ذكرناه في المحصول انتهى.