التفاسير

< >
عرض

وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ
٧
فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ
٨
فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ
٩
عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ
١٠
-المدثر

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

{ وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } أي لوجهِ ربِّكَ وطَلَبِ رضَاهُ فاصْبِرْ على أذَى الكفارِ، وعلى العبادةِ وَعَنِ الشَّهَوَاتِ وعَلَى تَكَالِيفِ النُّبُوَّةِ، قال ابن زيدٍ: وعَلَى حَرْبِ الأَحْمَرِ، والأَسْوَدِ، ولَقَدْ حُمِّلَ أمْراً عَظِيماً صلى الله عليه وسلم، والنَّاقُورُ: الذي يُنْفَخُ فيه، وهو الصُّور؛ قاله ابن عباس وعكرمة؛ وهو فَاعُولُ مِنَ النَّقْرِ، قال أبو حباب القصاب: أَمَّنَا زُرَارَةُ بنُ أَوْفَى؛ فَلَمَّا بَلَغَ { فَإِذَا نُقِرَ فِى ٱلنَّاقُورِ } خَرَّ مَيِّتاً، قال الفخر: قوله تعالى: { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } أي: على الكافرين، لأَنَّهُمْ يُنَاقَشُونَ { غَيْرُ يَسِيرٍ } أي: بلْ كَثِيرٌ شَدِيدٌ فأمَّا المؤمِنونَ؛ فَإنَّه عليهم يَسِيرٌ؛ لأَنَّهم لا يُنَاقَشُونَ، قال ابن عباس: ولما قال تعالى: { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } دَلَّ على أنه يسيرٌ على المؤمنينَ، وهذا هو دليلُ الخِطَابِ، ويحتملُ أَنْ يكونَ إنما وَصَفَه تعالى بالعُسْرِ لأنَّه في نفسِه كذلك للجميع من المؤمنين والكافرين، إلاَّ أَنَّه يكونُ هَوْلُ الكفار فيه أَكْثَرُ وَأَشَدُّ، وعلى هذا القولِ يَحْسُن الوَقْفَ على قوله: { يَوْمٌ عَسِيرٌ } انتهى.