التفاسير

< >
عرض

أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٤
ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ
٣٥
أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى
٣٦
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ
٣٧
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ
٣٨
فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ
٣٩
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ
٤٠
-القيامة

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله: { أَوْلَىٰ لَكَ }: وعيد.

{ فَأَوْلَىٰ } وعيد ثانٍ، وكرَّر ذلك؛ تأكيداً، ومعنى { أَوْلَىٰ لَكَ } الازدجار والانتهار، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً؛ ومنه فأولى لهم طاعة، "ويُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّبَ أَبَا جَهْلٍ يَوْماً في البَطْحَاءِ وَقَالَ لَهُ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ }" فنزل القرآن على نحوها؛ وفي شعر الخنساء: [المتقارب]

هَمَمْتُ بِنَفْسِيَ كُلَّ الْهُمُومِفَأَوْلَىٰ لِنَفْسِيَ أَوْلَىٰ لَهَا

وقوله تعالى: { أَيَحْسَبُ }: توبيخ و{ سُدًى }: معناه: مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ثم قَرَّر تعالى أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تُؤُمِّلَتْ لَم يُنْكِرْ معها جوازَ البعث من القبور عاقلٌ، والعَلَقَةُ القطعة من الدم.

{ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي: فخلق اللَّه منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة، فسواه شخصاً مستقلاً، و{ ٱلزَّوْجَيْنِ }: النوعين، ثم وقف تعالى توقيفَ توبيخ بقوله: { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِىَ ٱلْمَوْتَىٰ } "رُوِيَ: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: بَلَى" ، ورُوِيَ أَنَّه كَانَ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، بلى" انظر «سنن أبي داود».