وقوله: { أَوْلَىٰ لَكَ }: وعيد.
{ فَأَوْلَىٰ } وعيد ثانٍ، وكرَّر ذلك؛ تأكيداً، ومعنى { أَوْلَىٰ لَكَ } الازدجار والانتهار، والعرب تستعمل هذه الكلمة زجراً؛ ومنه فأولى لهم طاعة،
"ويُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَبَّبَ أَبَا جَهْلٍ يَوْماً في البَطْحَاءِ وَقَالَ لَهُ: إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ }" فنزل القرآن على نحوها؛ وفي شعر الخنساء: [المتقارب]
هَمَمْتُ بِنَفْسِيَ كُلَّ الْهُمُومِفَأَوْلَىٰ لِنَفْسِيَ أَوْلَىٰ لَهَا
وقوله تعالى: { أَيَحْسَبُ }: توبيخ و{ سُدًى }: معناه: مُهْمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ثم قَرَّر تعالى أحوال ابن آدم في بدايته التي إذا تُؤُمِّلَتْ لَم يُنْكِرْ معها جوازَ البعث من القبور عاقلٌ، والعَلَقَةُ القطعة من الدم. { فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي: فخلق اللَّه منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة، فسواه شخصاً مستقلاً، و{ ٱلزَّوْجَيْنِ }: النوعين، ثم وقف تعالى توقيفَ توبيخ بقوله: { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِىَ ٱلْمَوْتَىٰ }
"رُوِيَ: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال: بَلَى" ، ورُوِيَ أَنَّه كَانَ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، بلى" انظر «سنن أبي داود».