التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ
٧
فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
-المرسلات

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوٰقِعٌ } هو الجواب الذي وقع عليه القَسَمُ، والإشارة إلى البعث وأحوال القيامة، والطَّمْسُ محو الأثر، فطمس النجوم: ذَهَابُ ضوءها، وفرج السماء: هو بانفطارها وانشقاقها.

{ وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ } أي: جُمِعَتْ لميقاتِ يوم معلوم، وقرأ أبو عمرو وحده: «وُقِّتَتْ» والواو هي الأصل؛ لأَنَّها من الوقت، والهمزة بدل؛ قال الفَرَّاءُ: كل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة، جاز أنْ تُبْدَلَ منها همزة، انتهى.

وقوله تعالى: { لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } تعجيب وتوقيف على عِظَمِ ذلك اليوم وهوله، ثم فسر ذلك بقوله: { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } يعني: بين الخلق في منازعتهم وحسابهم ومنازلهم من جنة أو نار، ومن هذه الآية انتزع القضاة الآجالَ في الحكومات؛ ليقعَ فصل القضاء عند تمامها، ثم عَظَّمَ تعالى يومَ الفصل بقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } على نحو قوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } [الحاقة:3] وغير ذلك، ثم أثبت الويل لِلْمُكَذِّبِينَ، والويل: هو الحرب والحزن على نوائب تحدث بالمرء، ويُرْوَى أَنَّه وادٍ في جهنم.