التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ
٢
ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
٣
-النبأ

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

قوله عز وجل: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } أصل «عم»: «عَنْ مَا» ثُمَّ أُدْغمتِ النونُ بَعْدَ قَلْبِهَا [في الميم لاشْتِرَاكِهِما في الغُنَّة] فبقي «عما» في الخبرِ وفي الاستفهام، ثم حذفوا الألفَ في الاستفهامِ فرقاً بينَه وبين الخبر، ثم مِنَ العرب مَنْ يخففُ الميم فيقول: «عَمْ»، وهذا الاستفهامُ بـ«عم» استفهامُ توقيفٍ وتعجيبٍ، و{ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } قال ابن عباس وقتادة: هو الشَّرعُ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد: هو القرآن خاصةً، وقال قتادة أيضاً: هو البعثُ من القبور، والضميرُ في: { يَتَسَاءَلُونَ } لكفارِ قريشٍ ومن نَحا نَحْوَهم، وأكْثَر النحاة أن قوله: { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } متعلقٌ بـ{ يَتَسَاءَلُونَ }، وقال الزجاج: الكلام تامُّ في قوله: { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } ثُمَّ كان مقتضَى القولِ أن يجيبَ مجيبٌ فيقول: يتساءلونَ عن النبأ العظيم، وله أمثلة في القرآن اقتضَاها إيجازُ القرآن وبلاغتُه، واختلافُهم هو شكُّ بعضٍ وتكذيبُ بعضٍ، وقولهُم: سِحْرٌ وكهانةٌ إلى غير ذلك من باطلِهم.