التفاسير

< >
عرض

قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ
١٧
مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ
١٨
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
١٩
ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ
٢٠
ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ
٢١
ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ
٢٢
-عبس

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ }: دعاء على اسْمِ الجنسِ، وهو عُمُومٌ يرادُ به الإنسانُ الكافِرُ، ومعنى { قُتِلَ }: أي: هو أهلٌ أنْ يُدْعَى عليْه بهذا، وقال مجاهد: { قَتِلَ } معناه: لُعِنَ وَهَذَا تَحَكُّمٌ * ت *: ليسَ بتحكمٍ وقد تقدم نحوُه عن غيرِ واحدٍ.

وقوله تعالى: { مَا أَكْفَرَهُ } يحتملُ معنى التعجبِ، ويحتملُ الاستفهامَ توبيخاً، وقيلَ: "الآيةُ نَزَلَتْ في عُتْبَةَ بنِ أبي لهبٍ، وذلك أنَّه غَاضَبَ أبَاه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْلَم ثم إن أباه اسْتَصْلَحَه وأعطَاه مالاً وجهَّزَه إلى الشامِ، فبعث عتبةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنِّي كافرٌ بربِّ النَّجْمِ إذَا هَوَىٰ فدعَا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهمَّ ابْعَثْ عَلَيْهِ كَلْبَكَ حَتَّى يَأْكُلَهُ" ، ثم إن عُتْبَةَ خَرَجَ في سُفْرَة فجاءَ الأسَدُ فأكلَه من بينْ الرُّفْقَةِ.

وقوله تعالى: { مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ } استفهامٌ على معنى التقرير على تفاهةِ الشيءِ الذي خُلِقَ الإنسانُ منه، { فَقَدَّرَهُ } أي جعَلَه بقَدَرٍ وَحَدٍّ معلومٍ، { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } قال ابن عباس وغيره: هي سبيلُ الخُرُوجِ من بطن أمِّهِ، وقال الحسنُ، ما معناه أن السبيلَ هي سبيلُ النظرِ المؤدِّي إلى الإيمانِ.

وقوله { فَأَقْبَرَهُ } معناه: أمَر أنْ يُجْعَلَ له قبرٌ، وفي ذلك تكريمٌ له؛ لِئَلاَّ يطرحَ كسائرِ الحيوان.

وقوله تعالى: { ثُمَّ إِذَا شَاءَ } يريدُ: إذا بَلَغَ الوقتَ الذي قَدْ شاءَه؛ وهو يومُ القيامةِ، و{ أَنشَرَهُ } معناه: أحْيَاه.