وقوله تعالى: { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء مِنْ أَخِيهِ } الآية، قال جمهورُ الناس: إنما ذلكَ لشدةِ الهَوْلِ كلٌ يقولُ نَفْسِي نَفْسِي، وقيل: فرارُهم خوفاً من المُطَالَبَاتِ، { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عن اللقاءِ معَ غيرهِ، ثم ذكر تعالى اختلافَ الوجوهِ من المؤمنينَ الواثقين برحمةِ اللَّه؛ حين بَدَتْ لهم تباشيرُها، ومن الكفارِ حينَ عَلاَها قَتَرُهَا، و{ مُّسْفِرَةٌ } معناه: نَيِّرةٌ بادٍ ضَوْءُهَا وسرورُها، والغَبْرَة التي على الكفرة: هي من العُبُوسِ كما يُرَى على وجهِ المهمومِ والميِّتِ والمرِيض شبهُ الغُبَارِ، * ص *: والقَتَرُ سوادٌ كالدُّخَانِ، قال أبو عبيدةَ: هو الغُبار، انتهى، ثم فسَّرَ سبحانَه أصحابَ هذهِ الوجوهِ المُغْبَرَّةِ بأنهم { ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }.