التفاسير

< >
عرض

عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ
١
أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ
٢
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ
٣
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
٤
أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ
٥
فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ
٦
وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ
٧
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ
٨
-عبس

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

قوله تعالى: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } سَبَبُها: "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعُو بعضَ صَنَادِيدِ قريشٍ ويقرأ عليه القرآن ويقول له: هل ترى بما أقولُ بأساً، فكان ذلك الرجلُ يقول: لا والدُّمَىٰ يعني الأصْنَام؛ إذ جَاء ابنُ أم مكتُومٍ؛ فَقَالَ: يا رسول اللَّه! اسْتَدْنِنِي وَعَلِّمْنِي مما علَّمَك اللَّهُ؛ فكان [في] ذلك كلِّه قطعٌ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الرَّجُلِ، فلَما شَغَبَ عليه ابنُ أُم مكتوم عَبَسَ صلى الله عليه وسلم وأعْرَضَ عنه" ؛ فنزلتِ الآيةُ، قال سفيانُ الثوريّ: فكَانَ بعدَ ذلك إذَا رأَى ابنَ أم مكتومٍ قال: مَرْحَباً بمن عَاتَبَنِي فيه ربِّي ـــ عز وجل ـــ وبَسَطَ له رداءَه واسْتَخْلَفَه على المدينةِ مرتين، * ت *: والكافرُ المشارُ إليه في الآيةِ هو: الوليدُ بن المغيرة؛ قاله ابنُ إسْحَاق، انتهى، ثم أكَّد تعالى عَتْبَ نبيه بقوله: { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } أي بمالِه، { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } أي: تَتَعَرَّضُ.