وقوله سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ } يعني في الدنيا، { يَضْحَكُونَ } من المؤمنينَ، رُوِيَ أن هذه الآيةَ نَزَلَتْ في صناديدِ قريشٍ وضَعَفَةِ المؤمنين، والضميرُ في { مَرُّواْ } للمؤمنينَ ويحتملُ أن يكونَ للكفارِ، وأما ضميرُ { يَتَغَامَزُونَ } فهو للكفارِ؛ لا يحتملُ غيرَ ذلك، و{ فَـٰكِهِينَ } أي: أصحابُ فُكَاهَةِ وَنَشَاطٍ وسرورٍ باسْتِخْفَافِهم بالمؤمنين، وأما الضميرُ في { رَأَوْهُمْ } وفي { قَالُواْ } فقال الطبريُّ وغيره: هو للكفارِ، وقال بعضُهم: بل المعنى بالعَكْسِ، وإنمَا المعْنَى وإذا رأى المؤمنونَ الكفَّارَ قالوا: { إِنَّ هَـؤُلاَءِ لَضَالُّونَ }، وما أُرْسِلَ المؤمِنونَ حافِظِينَ على الكفَّارِ، وهذا كلَّه مَنْسُوخٌ على هذا التأويل، * ت *: والأول أظهر.