التفاسير

< >
عرض

سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ
٦
إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
٧
-الأعلى

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقولُهُ تعالى: { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } قال الحسنُ وقتادة ومالك بن أنس: هذه الآيةُ في معنى قوله تعالى: { { لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ } [القيامة:16] الآية، وَعَدَهُ اللَّه أنْ يُقْرِئَه وأخبرَه أنه لاَ يَنْسى نِسْياناً لا يكونُ بعدَه ذِكر، وقيل: بلِ المعنى: أنه أمره تعالى بأنْ لا يَنْسَى على معنى التَّثْبِيتِ والتأكيدِ، وقال الجنيد: معنى { لا تُنْسَىٰ } لاَ تَتْرُكِ العمَلَ بما تَضَمَّنَ مِنْ أمْرٍ ونهي.

وقوله تعالى: { إِلاَّ مَا شَاءَ ٱللَّهُ } قال الحسنُ وغيرهُ: معناه: مما قَضَى اللَّهُ بِنَسْخِه ورَفْعِ تلاوتِه وحُكْمه، وقال ابن عباس: { إِلاَّ مَا شَاءَ ٱللَّهُ }: أنْ يُنْسِيَكَهُ؛ لِيُسَنَّ بهِ؛ عَلىٰ نَحْوِ قولِه ـــ عليه الصَّلاةُ والسلام ـــ: "إنِّي لأَنْسَىٰ أوْ أُنَسَّىٰ لأَسُنَّ" . قَالَ * ع *: ونسيانُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ممتنعٌ فيما أُمِرَ بتبليغهِ؛ إذ هُو معصومٌ فإذا بَلغَهُ وَوَعَى عنه؛ فالنسيانُ جائِزٌ على أن يَتَذَكَّرَ بعدَ ذلك، أو على أنْ يَسُنَّ، أو عَلى النسخِ.