التفاسير

< >
عرض

عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
٣
تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً
٤
تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
٥
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ
٦
لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ
٧
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
٨
لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ
٩
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ
١٠
-الغاشية

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } قال الحسن وغيره: لم تعملْ للَّهِ في الدنيا فأعْمَلَهَا وأَنْصَبَها في النارِ، والنَّصَبُ التَّعبُ، وقال ابن عباس وغيره: المعنى عاملَةٌ في الدنيا ناصِبَةٌ فِيها على غير هُدًى فَلا ثَمَرَةَ لَعملِها، إلا النَّصَبُ، وخاتمتُه النارُ، قالوا: والآية في القِسِّيسينَ وكلِّ مجتهدٍ في كُفْرٍ، وقرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو «تُصْلَى» ـــ بضم التاءِ والباقونَ بفتحها ـــ والآنيةُ: التي قد انتَهى حرُّها كما قال تعالى { { وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [الرحمن:44] وقال ابن زيد: آنية: حَاضِرَة، والضريعُ: قال الحسن وجماعةً: هو الزَّقُّوم، وقال ابن عباسٍ وغيرهُ: الضريعُ شَبْرَقُ النار، وقال النبي صلى الله عليه وسلم الضريعُ شَوْكٌ في النارِ، * ت *: وهذا إنْ صَحَّ فلا [يُعْدَلُ] عنه، وقيل غير هذا، ولما ذَكَر تعالى وجوهَ أهلِ النار عَقَّبَ ذلك بذكرِ وجوه أهل الجنة ليبيَّنَ الفرقَ، وقولُه تعالى: { لِّسَعْيِهَا } يريدُ لَعَمَلِهَا في الدنيا وطاعتها، والمعنى لِثَوابِ سَعْيِها؛ والتَّنْعِيمُ عليه، ووصفَ سبحانَه الجنةَ بالعُلُوِّ وذلك يصحُّ من جهة المسَافَةِ والمكانِ، ومن جهة المكانَةِ والمنزلةِ أيضاً.