وقوله سبحانه: { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } قال قتادة: هذه ثنية اللَّه تعالى من الأعراب، وروي أنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ في بني مُقَرِّن؛ وقاله مجاهد { وَيَتَّخِذُ }؛ في الآيتين بمعنَى: يَجْعَلُهُ قَصْدَهُ، والمعنى: ينوي بنفقته ما ذَكَره اللَّه عنهم، و{ صَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِ }: دعاؤه، ففي دعائه خَيْرُ الدنيا والآخرة، والضَّمير في قوله: { إِنَّهَا }: يحتملُ عودُهُ على النفَقَةِ، ويحتمل عوده على الصَّلوات، وباقي الآية بَيِّن.
وقوله سبحانه: { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنصَـٰرِ... } الآية: قال أبو موسى الأشعريُّ وغيره: السابقون الأولون مَنْ صلى القبلتين، وقال عطاء: هم مَنْ شهد بدراً.
وقال الشَّعْبيُّ: من أدرك بَيْعَة الرِّضْوان، { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ }: يريد: سائر الصحابة، ويدخل في هذا اللفظِ: التابِعُونَ وسائرُ الأمة، لكن بشريطة الإِحسان، وقرأ عمر بن الخطَّاب وجماعة: و«الأَنْصَارُ» - بالرفع -؛ عطفاً على «والسابقون»، وقرأ ابن كثير: «مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ»، وقرأ الباقون: «تَحْتَها»، بإِسقاط «مِنْ».