التفاسير

< >
عرض

وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ٱلْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ
٧٤
وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ
٧٥
-الأنبياء

اللباب في علوم الكتاب

قوله تعالى: { وَلُوطاً ءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } الآية.
في الواو في قوله: "وَلُوطاً" قولان:
أحدهما: قال الزجاج: إنَّه عطف على قوله "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِم".
والثاني: قال أبو مسلم: إنه عطف على قوله
{ { ءَاتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ } [الأنبياء: 51] ولا بُدَّ من ضمير في قوله: "وَلُوطاً" كأنه قال: وآتينا لوطاً، فهو منصوب بفعل مقدر يفسره الظاهر بعده تقديره: وآتينا لوطاً آتيناه، فهي من الاشتغال والنصب في مثله هو الراجح، ولذلك لم يقرأ به لعطف جملته على جملة فعلية وهو أحد المرجحات.
وقيل: إنَّ "لُوطاً" منصوب بـ (اذكر) لوطاً.
"آتَيْنَاهُ حُكْماً" أي: الحكمة، أو الفصل بين الخصوم بالحق، وقيل: النبوة "وَعِلْماً" قيل: أدخل التنوين على الحكم والعلم دلالة على علو شأن ذلك الحكم وذلك العلم.
قوله: { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ } أي: من أهل، يدل على ذلك قوله: { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ } وكذلك أسند عمل الخبائث إليها، والمراد أهلها يريد سدوساً.
والخبائث صفة لموصوف محذوف أي: يعمل الأعمال الخبائث، كانوا يأتون الذكران في أدبارهم، ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أُخَر كانوا يعملون من المنكرات { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ } { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَآ } قال مقاتل: الرحمة النبوة وقال ابن عباس والضحاك: إنَّها الثواب. { إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ }.