التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٤٨
مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
٤٩
فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ
٥٠
وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ
٥١
قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ
٥٢
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
٥٣
فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٥٤
-يس

اللباب في علوم الكتاب

قوله: { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } أي القيامة والبعث "إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" وهذا إشارة إلى ما اعتقدوا أن التقوى المأمور بها في قوله: { { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ } [يس:45] والإنفاق المذكور في قوله: { { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ } [يس:47] لا فائدة فيه لأن لا حقيقة له وقولهم: { مَتَى هَذَا الوَعْدُ } أي متى يقع المَوْعُودُ به.
فصل
"إنْ" للشرط وهي تستدعي جزاء و "متى" استفهام لا تصلح جواباً فيه فما الجواب؟.
قيل: هو في صورة الاستفهام وهو في المعنى إنكار كأنهم قالوا: إن كنتم صادقين في قوع الحشر فَقُولُوا متى يكون.
فصل
الظاهر أن هذا الخطاب مع الأنبياء لما أنكروا الرسالة قالوا إن كنتم أيها المُدَّعونَ للرسالة صادقين فأخبرونا متى يكون ما تَعِدُونَنَا به.
فإن قيل: ليس في هذا الموضع وعد فالإِشارة بقوله: "هَذَا الوَعْد" إلى أي وعد؟
فالجواب: هو ما في قوله تعالى:
{ { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } [يس:45] من قيام الساعة، أو نقول: هو معلوم وإن لم يكن مذكوراً لكون الأنبياء مقيمين على تذكيرهم بالساعة والحساب والثواب والعقاب.
قوله: { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً }. قال ابن عباس: ما ينتظرون إلاّ الصيحة المعلومة يريد النفخة الأولى، والتنكير للتكثير.
فإن قيل: هم ما كانوا ينتظرون بل كانوا يجزمون بعدمها.
فالجواب: المراد بالانتظار فعلهم لأنهم كانوا يفعلون ما يستحق به فاعله الهوان وتعجيل العذاب وتقريب الساعة لولا حكم الله وعلمه بأنهم لا يفوتونه أو يقال: لما لم يكن قولهم "متى" استفهاماً حقيقياً قال ينتظرون انتظاراً غير حقيقي لأن القائل متى يفهم منه الانتظار نظر لقوله.
فصل
ذكر في الصيحة أموراً تدل على عظمها:
أحدها: التنكير
وثانيها: قوله "واحدة" أي لا يحتاج معها إلى ثانية.
ثالثها: "تأخذهم" أي تَعْمُّهم بالأَخْذِ وتصلُ إلى مَنْ في الأرض مشارقِهَا ومَغَارِبها.
قوله: "وَهُمْ يَخِصِّمُونَ" قرأ حمزة بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خَصَم يَخْصِمُ. والمعنى يخصم بعضهم بعضاً فالمفعول محذوف، وأبو عمرو وقالون بإخفاء فتحة الخاء، وتشديد الصاد. ونافع وابن كثير وهشام كذلك إلا أنه بإخلاص فتحة الخاء، والباقون بكسر الخاء وتشديد الصاد والأصل في القراءات الثلاث يَخْتَصِمُونَ فأدغمت التاء في الصاد. فنافع وابن كثير وهشام نقولا فتحتها إلى الساكن قبلها نقلاً كاملاً، وأبو عمرو وقالون اختلسا حركتها تنْبِيهاً على أن الخاء أصلها السكون والباقون حذفوا حركتها فالتقى ساكنان كذلك فكسر(وا) أولهما. فهذه أربع قراءات قرىء بها في المشهور، وروي عن أبي عمرو وقالون سكون الخاء وتشديد الصاد فالنحاة يستشكلونها للجمع بين ساكنين على غير حَدَّيْهمَا. وقرأ جماعة "يخِصِّمُونَ" بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد وكسروا الياء إتباعاً. وقرأ أبيّ يَخْتَصِمُونَ على الأصل، وقال أبو حيان وروي عنهما - أي عن أبي عمرو وقالون - سكون الخاء، وتخفيف الصاد من خَصَم. قال شهاب الدين: هذه هي قراءة حَمْزةَ ولم يحكِها هو عنه، وهذا يشبه قوله:
{ { يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ } [البقرة: 20] في البقرة و "لاَ يَهْدِّي" في يُونُس وقرأ ابن مُحَيْصِن "يرجعون" مبنيٍّا للمفعول.
فصل
قال عليه (الصلاة و) السلام:
"لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يَبِيعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ الرَّجُلُ أَكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُها" .
قوله: { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } أي لا يقدرون على الإيصاء قال مقاتل: أي أعجلوا عن الوصية فماتوا { وَلاَ إلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } يَنْقَلِبُونَ. أي أنَّ الساعة لا تُمْهِلْهُم لشيء.
واعلم أن قول القائل: فلان في هذه الحالة لا يوصي دون قوله لايستطيع التوصية لأن ما من لايوصي قد يستطيعها والتوصية بالقول، والقول يوجد أسرع مما يوجد الفعل فقال: لا يتسطيعون كلمة، فكيف الذي يحتاج إلى زمن طويل من أداء الواجبات ورد المظالم؟! واعتبار الوصية من بين سائر الكلمات يدل على أنه لا قدرة له على أهم الكلمات فإن وقت الموت الحاجة إلى الوصية أمسّ. والتنكير في التوصية للتعميم أي لا يقدر على توصية (ما) ولو كانت بِكَلِمةٍ يسيرة، ولأن الوصية قد تحصل بالإشارة، فالعاجز عنها عاجز عن غيرها. قوله: { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } بيان لشدة الحاجة إلى التوصية، ثم بين ما بعد الصيحة الأولى فقال: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } أي نفخ فيه أخرى كقوله تعالى:
{ { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر:68] وقرأ الأعرج ونفخ في الصور بفتح الواو. وهي القبور واحدها جَدَث، وقرىء من الأجدافِ بالفاء. وهو لغة في الأجداث يقال: جَدَث، وجَدَف كثمَّ وفُمَّ، وثُوم، وفُوم.
فإن فيل: أين يكون ذلك الوقت أجداث وقد زلزت الصيحة الجبال؟.
فالجواب: أن الله يجمع أجزاء كل ميت في الموضع الذي أقْبِرَ فيه من ذلك الموضع وهو جدثه.
قوله: { إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } أي يخرجون من القبور أحياء. وقرأ ابنُ أبي إِسحاق وأبو عمرو في رواية: يَنْسُلُونَ بضم السين، يقال: نَسَلَ الثعلبُ يَنْسِلُ ويَنْسُلُ إذا أسرع في عَدْوِهِ، ومنه قيل للولد: نَسَل لخروجه من ظهر أبيه وبطن أمه.
فإن قيل: المسيء إذا توجه إلى من أحسن إليه يقدم رِجْلاً ويؤخر أخرى والنَّسلاَن سرعة الشيء فكيف يوجد بينهم ذلك؟
فالجواب: ينسلون من غير اختيارهم والمعنى أنه أراد أن يبين كمال قدرته ونفوذ إرادته حيث ينفخ في الصور فيكون في وقته جمع وإحياء وقيام وعدو في زمان واحد، فقوله: "إذَا هُمْ يَنْسِلُونَ" أي في زمان واحد ينتهون إلى هذه الدرجة وهي النسلان الذي لا يكون إلا بعد مراتب.
فإن قيل: قال في آية
{ { فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر:68] وقال ههنا: { فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ } والقيام غير النسلان فقوله في الموضعين: "إذا هم" يقتضي أن يكونا معاً.
فالجواب من وجهين:
الأول: أن القيام لا ينافي المشي السريع لأن الماشي قائم ولا ينافي النظر.
الثاني: أن لسرعة الأمور كأن الكل في زمان واحد كقول القائل:

4183- مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبِرٍ مَعاً..................................

واعلم أن النفختين تورثان تزلزلاً وانقلاباً للأجرام فعند اجتماع الأجرامِ يُفَرِّقها. وهو المراد بالنفخة الأولى وعند تفرق الأجرام يجمعها وهو النفخة الثانية.
قوله: "يَٰوَيْلَنَا" العامة على الإضافة إلى ضمير المتكلمين دون تأنيث وهو "ويل" مضاف لما بعده. ونقل أبو البقاء أن "وَيْ" كلمة برأسها عن الكوفيين و"لنا" جار ومجرور انتهى. قال شهاب الدين: ولا معنى لهذا إلا بتأويل بعيد وهو أن يكون يا عَجَب لنا، لأن "وَيْ" تفسير بمعنى أعجب منا. وابنُ أَبِي لَيْلَى يا ويلتنا بتاء التأنيث وعنه أيضاً يَا وَيْلَتِي بإبدال التاء ألفاً. وتأويل هذه أن كل واحد منهم يقول يا ويلتي.
قوله: "مَنْ بَعَثَنَا" العامة على فتح ميم "من" و "بعثنا" فعلاً ماضياً خبراً "لمنْ" الاستفهامية قبله، وابن عباس والضحاك وأبو نُهَيْك بكسر الميم على أنها حرف جر، و "بعثنا" مصدر مجرور "بمن" فـ "من" الأولى تتعلق بالويل والثانية تتعلق بالبعث. والمَرْقَدُ يجوز أن يكون مصدراً أي من رُقَادِنَا وأن يكون مكاناً وهو مفرد أقيم مُقَام الجمع والأول أحسن؛ إذ المصدر يفرد مطلقاً.
فصل
قال ابن عباس وأبيّ بن كعب وقتادة: إنما يقولون هذا لأن الله يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة، دعوا بالويل. وقال (أهل) المعاني: الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم فقالوا: مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا.
فإن قيل: لو قيل: فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون يقولون يا ويلنا كان أليق قال ابن الخطيب: نقول: معاذ الله وذلك لأن قوله إذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون إشارة إلى أنهم تعالى بأسرع زمان يجمع أجزاءهم ويؤلفها ويحييها ويحركها بحيث يقع نسلانهم في وقت النفخ مع أن ذلك لا بدّ له من الجمع والتأليف فلو قال يقولون لكان ذلك مثل الحال لينسلون أي ينسلون قائلين يا ويلنا وليس كذلك فإن قولهم: يا ويلنا قبل أن ينسلوا وإنما ذكر النسلان لما ذكرنا من الفائدة.
فإن قيل: ما وجه تعلق "مَنْ بعَثنَا مِنْ مَرْقَدِنَا" بقولهم "يَا وَيْلَنَا"؟
فالجواب: لما بعثوا تذكروا ما كانوا يسمعون من الرسل فقالوا: يَاوَيْلَنَا أبَعَث الله البَعْثَ الموعود به أم كنا نِيَاماً هنا كما إذا كان إنسان موعوداً بأن يأتيه عدو لايطيقه ثم يَرَى رَجُلاً هائلاً يقبل عليه فيرتجف في نفسه ويقول أهذا ذاك أم لا؟. ويدل على هذا قولهم: "مِنْ مَرْقَدِنَا" حيث جعلوا القبور موضع الرُّقَاد إشارة إلى أنهم شكوا في أنهم كانوا نِيَاماً فنبهوا أو كانوا موتى فبعثوا وكان الغالب على ظنهم هو البعث فجمعوا بين الأمرين وقالوا من بعثنا إشارة إلى ظنهم أنه بعثهم الموعود به وقالوا من مرقدنا إشارة إلى توهمهم احتمال الانْتِبَاه.
قوله: { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } في "هذا" وجهان:
أظهرهما: أنه مبتدأ وما بعده خبره. ويكون الوقف تامًّا على قوله: "مِن مَّرْقَدِنَا". وهذه الجملة حينئذ فيها وجهان:
أحدهما: أنها مستأنفة إما من قول الله تعالى، أو من قول الملائكة، أو من قول المؤمنين للكفار.
الثاني: أنها من كلام الكفار فيكون في محلّ نصب بالقَول.
والثاني من الوجهين الأولين: (أن) "هذا" صفة "لمرقدنا" و { مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ } منقطع عما قبله، ثم في "ما" وجهان:
أحدهما: أنها في محل رفع بالابتداء والخبر مقدر أي الذي وعده الرحمن وصدق فيه المرسلون حق عليكم. وإليه ذهب الزجاج والزمخشري.
والثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر أي هذا وعد الرحمن، وقد تقدم في أول الكهف أن حَفْصاً يقف على "مرقدنا" وقفةً لطيفة دون قطع نفس لئلا يتوهم أن اسم الإشارة تابع لـ "مَرْقَدِنَا". وهذان الوَجْهَانِ يقويان ذلك المعنى المذكور الذي تعمد الوقف لأجله، و"ما" يصحّ أن تكون موصولة اسمية أو حرفية كما تقدم. ومفعولا الوعد والصدق محذفوفان أي وَعَدَنَاهُ الرَّحْمَنُ وصَدَقَنَاهُ المرسلون والأصل "صدقنا فيه" ويجوز حذف الخافض وقد تقدم ذلك نحو: صَدَقَنِي سنَّ بكْرِ(هِ) أي في سنه.
قوله: { إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } تقدمت قراءتا:
{ { صَيْحَةً وَاحِدَةً } [يس:53] نصباً ورفعاً أي ما كانت النفخة إلا صيحة واحدة، ويدل على النفخة قوله: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ }. ويحتمل أن يقال: إنها كانت الواقعة وقرئت الصيحة مرفوعة على أن "كان" هي التامة بمعنى "ما وقعتْ إلاَّ صَيْحَةٌ" قال الزمخشري: لو كان كذلك لكان الأحسن أن يقال: إن كان؛ لأن المعنى حينئذ ما وقع شيء إلى صيحة لكن التأنيث جائز إحالته على الظاهر. ويمكن أن يقول الذي قرأ بالرفع إن قوله: { { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } [الواقعة: 1] تأنيث تهويل ومبالغة بدليل قوله تعالى: { { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } [الواقعة:2] فإنها للمبالغة فكذلك ههنا قال: { إنْ كانت إلا موتتنا الأولى } تأنيث تهويل، ولهذا جاءت أسماء يوم الحشر كلها مؤنثة كالقيامة والقارعة والحَاقّة والصَّاخَّة إلى غيرها.
والزمخشري يقول: كاذبة بمعنى ليس لوقعتها نفس كاذبة وتأنيث أسماء الحشر لكون الحشر مسمى بالقيامة. وقوله "محضرون" دليل على أنّ كونهم ينسلون إجباريّ لا اختياريّ ثم بين ما يكون في ذلك اليوم فقال: { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } فاليوم منصوب "بلاَ تُظْلَمُ"، و "شيئاً" إما مفعول ثانٍ وإما مصدر.
فقوله: { لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ } ليأمن المؤمن (و) { وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ليَيْأسَ المجرمُ والكافر.
فإن قيل: ما الفائدة في الخطاب عند الإشارة إلى يأس المجرم وترك الخطاب في الإشارة إلى أمان المؤمن؟
فالجواب: أن قوله: { لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } يفيد العموم وهو كذلك فإنه لا يظلم أحداً وأما "لا تجزون" فيختص بالكافر لأن الله يجزي المؤمن وإن لم يفعل فإن لله فضلاً مختصاً بالمؤمن وعدلاً عاماً فيه. وفيه بشارة.