التفاسير

< >
عرض

فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
١١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ
١٢
فَكُّ رَقَبَةٍ
١٣
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
١٤
يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ
١٥
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ
١٦
ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ
١٧
أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ
١٨
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ
١٩
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ
٢٠
-البلد

اللباب في علوم الكتاب

قوله: { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ }.
قال الفراءُ والزجاجُ: ذكر "لا" مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد: "لا" مع الفعل الماضي، حتى تعيد "لا"، كقوله تعالى:
{ { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } [القيامة: 31] وإنَّما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله تعالى: { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قائماً مقام التكرير، فكأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.
وقال الزمخشريُّ: هي متكررة في المعنى؛ لأن معنى: "فلا اقتحم العقبة: فلا فكَّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً". ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك؟.
قال أبو حيَّان: ولا يتم له هذا إلا على قراءة: "فكّ" فعلاً ماضياً.
وقال الزجاج والمبردُ وأبو عليٍّ، وذكره البخاري عن مجاهد: أن قوله تعالى: { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يدل على أن "لا" بمعنى: "لم"، ولا يلزم التكرير مع "لم"، فإن كررت "لا" كقوله:
{ { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } [القيامة: 31]، فهو كقوله تعالى: { { لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ } [الفرقان: 67].
فصل في معنى الآية
المعنى: فهلاَّ أنفق ماله في اقتحام العقبة، الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم هلا أنفقه في اقتحام العقبة، فيأمن، والاقتحامُ: الرمي بالنفس في شيء من غير روية، يقال منه: قحم في الأمر قُحُوماً، أي: رمى بنفسه فيه من غير روية، وقَحَّم الفرس فارسه تقحيماً على وجهه: إذا رماه وتقحيم النفس في الشيء: إدخالها فيه من غير روية، والقُحْمَةُ - بالضم - المهلكة والسَّنة الشديدة، يقال: أصاب العرب القُحْمَةُ: إذا أصابهم قحط [فدخلوا الريف] والقُحَمُ: صعاب الطريق.
وقال عطاء: يريد عقبة جهنم.
وقال مجاهدٌ والضحاك: هي الصراطُ.
قال الواحدي: وهذا فيه نظر؛ لأن من المعلوم أن هذا الإنسان وغيره، لم يقتحموا عقبة جهنم, ولا جاوزوها.
وقال ابن العربي: قال مجاهد: اقتحام العقبة في الدنيا؛ لأنه فسره بعد ذلك، بقوله: "فكُّ رقَبةٍ" أو أطعم في يومٍ يتيماً، أو مسكيناً، وهذه الأعمال إنما تكون في الدنيا.
وقال الحسنُ ومقاتلٌ: هذا مثلٌ ضربه الله تعالى، لمجاهدة النفس، والشيطان في أعمال البر.
قال القفال: قوله تعالى: { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ }، معناه: فلا أنفق ماله فيما فيه اقتحام العقبة.
وقيل: معنى قوله تعالى: { فَلاَ ٱقتَحَمَ } دعاء، أي: فلا نجا ولا سلم، من لم ينفق ماله في كذا وكذا.
وقيل: شبه عظيم الذنوب، وثقلها بعقبةٍ، فإذا أعتق رقبة، أو عمل صالحاً، كان مثله مثل من اقتحم العقبة، وهي الذنوب تضره، وتؤذيه وتثقله.
ثم قال تعالى: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ }.
قال سفيان بن عيينة: كل شيء قال فيه: "وَمَا أدْرَاكَ"، فقد أخبر به، وكل شيء قال فيه: "ومَا يُدرِيكَ"، فإنه لم يخبره به، وما أدراك ما اقتحام العقبة، وهذا تعظيم لإلزام أمر الدين، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلمه اقتحام العقبة، ثم إنه تعالى فسر العقبة بقوله: { فَكُّ رَقَبَةٍ }.
قوله: { فَكُّ رَقَبَةٍ }.
قرأ أبو عمرو وابن كثيرٍ والكسائي: "فكَّ": فعلاً ماضياً، و "رَقَبةٌ": نصباً، "أو أطْعَمَ": فعلاً ماضياً.
والباقون: "فكُّ": يرفع الكاف اسماً، "رقَبَةٍ": خفض بالإضافة، "أوْ إطْعَامٌ": اسم مرفوع أيضاً.
فالقراءة الأولى: الفعل فيها، بدل من قوله: "اقتحم"، فهو بيان له، فكأنه قيل: فلا فك رقبة ولا أطعم.
والثانية: مرتفع فيها: "فكُّ"، على إضمار مبتدأ، أي: هو فك رقبة، "أو إطعام" على معنى الإباحة، وفي الكلام حذف مضاف، دل عليه "فلا اقتحم"، تقديره: وما أدراك ما اقتحام العقبة، فالتقدير: اقتحام العقبة فك رقبة، أو إطعام، وإنما احتيج إلى تقدير هذا المضاف ليطابق المفسر والمفسر؛ ألا ترى أن المفسِّر - بكسر السين - مصدر، والمفسَّر - بفتح السين - وهو العقبة غير مصدر، فلو لم يقدر مضافاً، لكان المصدر، وهو "فك" مفسراً للعين، وهي العقبة.
وقرأ أميرُ المؤمنين وأبو رجاء: "فكَّ، أو أطعمَ" فعلين - كما تقدم - إلا أنهما نصبا: "ذا" الألف.
وقرأ الحسنُ: "إطعام"، و "ذا" بالألف أيضاً، وهو على هاتين القراءتين: مفعول: "أطعم"، أو "إطعام"، و "يتيماً" حينئذ بدل منه أو نعت له، وهو في قراءة العامة: "ذي" بالياء: نعت لـ "يوم"، على سبيل المجاز، وصف اليوم بالجوع مبالغة، كقولهم: ليلك قائم، ونهارك صائم، والفاعل لـ "إطعام": محذوف، وهذا أحد المواضع التي يطرد فيها حذف الفاعل وحده عند البصريين.
فصل في الاستفهام في الآية
قال ابنُ زيدٍ، وجماعة من المفسرين: معنى الكلام الاستفهام على معنى الإنكار، تقديره: هلاَّ أقتحم العقبة، تقول: هلا أنفق ماله في فك الرقاب، وإطعام السغبان، فيكون خيراً له من إنفاقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام.
فصل في الفرق بين الفك والرق
الفكّ: التفريق، ومنه فكُّ القيد, وفكُّ الرقبة، فرق بينها وبين صفة الرق بإيجاد الحرفة، وإبطال العبودية، ومنه فكُّ الرهن، وهو إزالته عن المرتهن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيُّمَا امرئٍ مُسْلمٍ أعتقَ امْرءاً مُسْلِمَاً كَانَ فِكاكَه مِنَ النَّارِ يَجرِي على كُلِّ عَضوٍ مِنهُ عُضواً مِنهُ" الحديث.
وسمي المرقوق رقبة؛ لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته، وسمي عتقها فكَّا كفك الأسير من الأسْر؛ قال: [البسيط]

5214- كَــمْ مِـنْ أسِيـرٍ فَكَكنَـاهُ بِـــلاَ ثَمَــنٍ وجَـرِّ نَاصِيـةٍ كُنَّــا مَواليهَــا

قال الماورديُّ: ويحتمل ثانياً: إنه أراد فك رقبته، وخلاص نفسه، باجتناب المعاصي، وفعل الطاعات، ولا يمتنع الخبر من هذا التأويل، وهو أشبه بالصواب.
فص في أن العتق أفضل من الصدقة
قال أبو حنيفة - رضي الله عنه -: العِتْقُ أفضل من الصدقة، وعند صاحبيه الصدقة أفضل، والآية أدلّ على قول أبي حنيفة، لتقديم العتق على الصدقة.
قوله: { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }، أي: مجاعة، والسَّغبُ: الجوع، والسَّاغبُ: الجائع.
قال شهابُ الدِّين: والمسغبةُ: الجوع مع التعب، وربما قيل في العطش مع التعب.
قال الراغب: يقال سغَبَ الرجل يسغبُ سغباً وسغوباً فهو ساغبٌ، وسغبان، والمسغبةُ: مفعل منه.
وأنشد أبو عبيدة: [الطويل]

5215- فَلَوْ كُنْت جاراً يَا بْنَ قَيْسٍ بن عاصمٍ لمَا بتَّ شَبْعَاناً وجاركَ سَاغِبا

فصل
إطعام الطعام فضيلة، وهو مع السغب الذي هو الجوع أفضل.
وقال النخعي في قوله تعالى: { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }، قال: في يوم عزيز فيه الطَّعام.
قوله: { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ }، أي: قرابة.
قال الزمخشريُّ: "والمَسْغبَةُ، والمَقربةُ، والمَتربةُ: مفعلات، من سغبَ إذا جاع، وقرب في النسب، قال: فلان ذو قرابتي وذو مقربتي، وترب إذا افتقر".
وهذه الآية تدل على أن الصدقة على الأقارب، أفضل منها على الأجانب.
واليتيم: قال بعض العلماء: اليتيمُ في الناس من قبل الأب، وفي البهائمِ من قبلِ الأمَّهاتِ.
وقال بعضهم: اليتيمُ: "الذي يموت أبواه".
قال قيس بن الملوح: [الطويل]

5216- إلى اللهِ أشْكُو فَقْدَ لَيْلَى كَما شَكَا إلى الله فَقْدَ الوَالِدَيْنِ يَتِيمُ

ويقال: يتم الرجل يتماً: إذا ضعف.
قوله: { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ }، أي: لا شيء له، حتى كأنه قد لصق بالتراب من الفقر يقال: ترب أي افتقر حتى لصق جلده بالتراب، فأما أترب بالألف فمعناه استغنى نحو: أثرى أي صار مالكه كالتراب وكالثرى.
قال المفسرون: هو الذي ليس له مأوى إلا التراب.
وقال ابن عباس: هو المطروح على الطريق الذي لا بيت له.
وقال مجاهد: الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره.
وقال قتادة: إنه ذو العيال.
وقال عكرمة عن ابن عباس: ذو المتربة هو البعيد عن وطنه، ليس له مأوى إلاَّ التراب.
فصل في أن المسكين قد يملك شيئاً
احتجوا بهذه الآية على أن المسكين قد يملك شيئاً؛ لأنه لو كان المسكين هو الذي لا يملك شيئاً - ألبتة - لكان تقييده بقوله: "ذا مَتْربة" تكرير.
قوله: { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }. التراخي في الإيمان، وتباعده في المرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة، لا في الوقت؛ لأن الإيمان هو السابق، ولا يثبت عمل إلاَّ به. قاله الزمخشري وقيل: المعنى: ثُمَّ كان في عاقبة أمره من الذين وافوا الموت على الإيمان؛ لأنَّ الموافاة عليه شرط في الانتفاع بالطَّاعات.
وقيل: التراخي في الذكر.
قال المفسرون: معناه أنه لا يقتحم العقبة من فك رقبته، أو أطعم في يوم ذي مسغبة، حتى يكون من الذين آمنوا، أي: صدقوا، فإنّ شرط قبول الطاعات الإيمان بالله تعالى، فالإيمان بعد الإنفاق لا ينفع، قال تعالى في المنافقين:
{ { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ } [التوبة: 54].
وقيل: { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي: فعل هذه الأشياء وهو مؤمن ثم بقي على إيمانه حتى الوفاة [فيكون المعنى: ثم كان مع تلك الطاعات من الذين آمنوا]، نظيره قوله تعالى:
{ { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } [طه: 82].
وقيل: المعنى: ثم كان من الذين يؤمنون بأن هذا نافع لهم عند الله تعالى.
وقيل: أتى بهذه القرب لوجه الله - تعالى - ثم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: إن "ثُمَّ" بمعنى: الواو، أي: وكان هذا المعتق للرقبة، والمطعم في المسغبةِ، من الذين آمنوا.
قوله: { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }، أي: أوصى بعضهم بعضاً على طاعة الله، وعن معاصيه، وعلى ما أصابهم من البلاء والمصائب، { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ }، أي: بالرحمة على الخلق فإنَّهم إذا فعلوا ذلك، رحموا اليتيم والمسكين، ثم إنه تعالى بينهم، فقال تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ }، أي: الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم، قاله محمد بن كعب القرظي.
[وقال يحيى بن سلام: لأنهم ميامين على أنفسهم.
وقال ابن زيد: لأنهم أخذوا من شق آدم الأيمن.
وقال ميمون بن مهران لأن منزلتهم عن اليمين].
قوله: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا }، أي: القرآن، { هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } أي: يأخذون كتبهم بشمائلهم قاله محمد بن كعب، وقال يحيى بن سلام: لأنهم مشائيم على أنفسهم.
وقال ابن زيد: لأنهم أخذوا من شق آدم الأيسر.
وقال ميمون: لأن منزلتهم على اليسار.
قال القرطبي: ويجمع هذه الأقوال أن يقال: إن أصحاب الميمنة أصحاب الجنة، وأصحاب المشئمة أصحاب النار.
قوله: { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }، قرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وحفصٌ: بالهمزة.
والباقون: بلا همز.
فالقراءة الأولى: من "آصَدتُ الباب" أي: أغلقته، أوصده، فهو مؤصد، قيل: ويحتمل أن يكون من "أوْصدْتُ"، ولكنه همز الواو السَّاكنة لضمة ما قبلها، كما همز
{ { بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } [ص: 33].
والقراءة الثانية - أيضاً - تحتمل المادتين، ويكون قد خفف الهمزة، لسكونها بعد ضمة.
وقد نقل الفرَّاء عن السوسي الذي قاعدته إبدال مثل هذه الهمزة، أنه لا يبدل هذه، وعللوا ذلك بالإلباس وأيقن أنه قرأ: "مؤصدة" بالواو من قاعدته تخفيف الهمزة.
والظاهر أن القراءتين من مادتين: الأولى من "آصَدَ, يُوصِدُ" كـ "أكرم يكرم"، والثانية من "أوْصَدَ، يُوصِدُ" مثل "أوصل يوصل".
وقال الشاعر: [الطويل]

5217- تَحِنُّ إلى أجْبَالِ مكَّةَ نَاقتِي ومِنْ دُونهَا أبْوابُ صَنعاءُ مُؤصَدَهْ

أي: مغلقة؛ وقال آخر: [الكامل]

5218- قَوْمٌ يُعَالِـجُ قُمَّـلاً أبْناؤُهُـمْ وسَــلاسِــلاً حِـلقـاً وبَـابـاً مُؤصــدا

وكان أبو بكر راوي عاصم يكره الهمز في هذا الحرف، وقال: لنا إمام يهمز: "مؤصدة"، فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته.
قال شهابُ الدِّين: وكأنه لم يحفظ عن شيخه إلا ترك الهمزة مع حفظ حفص إياه عنه، وهو أضبط لحرفه من أبي بكر، على ما نقله الفراء، وإن كان أبو بكر أكبر وأتقن، وأوثق عند أهل الحديث.
وقال القرطبيُّ: وأهل اللغة يقولون: أوصدت الباب وآصدته، أي: أغلقته، فمن قال: أوصدت، فالاسم: الوصاد. ومن قال: آصدته، فالاسم: الإصاد.
قال الفراء: ويقال من هذا "الأصيد"، وهو الباب المطبق، ومعنى "مؤصدة" أي: مغلقة.
قوله تعالى: { عَلَيْهِمْ نَارٌ }، يجوز أن تكون جملة مستأنفة، وأن تكون خبراً ثانياً، وأن يكون الخبر وحده: "عَلَيْهِمْ"، و "نارٌ": فاصل به، وهو الأحسن.
وقيل: معنى "عليهم نار"، أي: أحاطت النَّار بهم، كقوله تعالى:
{ { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [الكهف: 29]. والله أعلم.
روى الثَّعلبيُّ عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قَرَأَ { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } أعْطَاهُ اللهُ الأمْنَ مِنْ غَضبهِ يَوْمَ القِيامَةِ" .