التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَصْرِ
١
إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ
٢
إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ
٣
-العصر

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة ‏ { ‏والعصر‏ } ‏ بمكة‏.‏
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي مليكة الدارمي وكانت له صحبة قال‏:‏ كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة ‏ { ‏والعصر إن الإِنسان لفي خسر‏ }‏ إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر‏.‏
وأخرج ابن سعد عن ميمون قال‏:‏ شهدت عمر حين طعن فأمنا عبد الرحمن بن عوف فقرأ بأقصر سورتين في القرآن بالعصر و
‏{ { ‏إذا جاء نصر الله } ‏ }‏ ‏[النصر: 1‏]‏ في الفجر‏.‏
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم عن علي بن أبي طالب أنه كان يقرأ ‏"‏والعصر ونوائب الدهر إن الإِنسان لفي خسر وانه لفيه إلى آخر الدهر‏"‏‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن إسماعيل بن عبد الملك قال‏:‏ سمعت سعيد بن جبير يقرأ قراءة ابن مسعود‏:‏ ‏"‏والعصر إن الإِنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏"‏‏.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال‏:‏ قرأنا‏:‏ ‏"‏والعصر إن الإِنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‏"‏‏.‏ ذكر أنها في قراءة عبد الله بن مسعود‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن حوشب قال‏:‏ أرسل بشر بن مروان إلى عبد الله بن عتبة بن مسعود فقال‏:‏ كيف كان ابن مسعود يقرأ ‏ { ‏والعصر‏ } ‏ فقال‏:‏ ‏"‏والعصر إن الإِنسان لفي خسر وهو فيه إلى آخر الدهر‏"‏ فقال له بشر‏:‏ هو يكفر به‏.‏ فقال عبد الله لكني أومن به‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ‏ { ‏والعصر‏ }‏ قال‏:‏ ساعة من ساعات النهار‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ‏ { ‏والعصر‏ } ‏ قال‏:‏ هو ما قبل مغيب الشمس من العشي‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏والعصر‏ } ‏ قال‏:‏ ساعة من ساعات النهار، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏وتواصوا بالحق‏ }‏ قال‏:‏ كتاب الله ‏{ ‏وتواصوا بالصبر‏ } ‏ قال‏:‏ طاعة الله‏.‏
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي ‏{ ‏والعصر‏ } ‏ قال‏:‏ قسم أقسم به ربنا تبارك وتعالى { ‏إن الإِنسان لفي خسر‏ } ‏ قال‏:‏ الناس كلهم، ثم استثنى فقال‏:‏ ‏{ ‏إلا الذين آمنوا‏ }‏ ثم لم يدعهم وذاك حتى قال‏:‏ ‏ { ‏وعملوا الصالحات‏ }‏ ثم لم يدعهم وذاك حتى قال‏:‏ ‏{ ‏وتواصوا بالحق‏ } ‏ ثم لم يدعهم وذاك حتى قال‏:‏ ‏{ ‏وتواصوا بالصبر‏ } ‏ يشترط عليهم‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏والعصر إن الإِنسان لفي خسر‏ } ‏ يعني أبا جهل بن هشام ‏{ ‏إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏ } ‏ ذكر عليّاً وسلمان‏.‏