التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
٤٠
وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٤١
ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
٤٢
-النحل

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج أحمد والترمذي وحسنه، وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان - واللفظ له - عن أبي ذر، عن رسول الله قال‏:‏ "‏يقول الله‏:‏ يا ابن آدم، كلكم مذنب إلا من عافيت‏.‏‏.‏ فاستغفروني أغفر لكم‏.‏ وكلكم فقراء إلا من أغنيت، فسلوني أُعْطِكُم‏.‏ وكلكم ضال إلا من هديت، فسلوني الهدى أهدكم‏.‏ ومن استغفرني وهو يعلم أني ذو قدرة على أن أغفر له، غفرت له ولا أبالي‏.‏ ولو أن أوّلكم وآخركم وحيّكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم، ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة‏.‏ ولو أن أوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى واحد منكم، ما زادوا في سلطاني مثل جناح بعوضة‏.‏ ولو أن أوّلكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم سألوني حتى تنتهي مسألة كل واحد منكم، فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كغرز إبرة غمسها أحدكم في البحر، وذلك أني جواد ماجد واجد عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له ‏{ ‏كن فيكون‏ }‏ ‏"
‏‏. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله‏:‏‏ { ‏والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا‏ } ‏ قال‏:‏ إنهم قوم من أهل مكة، هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم، ظَلَمَهُمُ المشركون‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم، عن داود بن أبي هند قال‏:‏ نزلت ‏ { ‏والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ....‏ }‏ إلى قوله‏:‏ ‏ { ‏وعلى ربهم يتوكلون‏ }‏ في أبي جندل بن سهيل‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا‏ }‏ قال‏:‏ هؤلاء أصحاب محمد، ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم، حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين ‏ { ‏ولأجر الآخرة أكبر } ‏ قال‏:‏ أي والله لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته ‏ { ‏أكبر لو كانوا يعلمون‏ }.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي في قوله‏:‏‏ { ‏لنبوّئنهم في الدنيا حسنة‏ } قال‏:‏ المدينة‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{ ‏لنبوّئنهم في الدنيا حسنة‏ }‏ قال‏:‏ لنرزقنهم في الدنيا رزقاً حسناً‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال‏:‏ كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا الحرف في النحل ‏ { ‏والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة‏ }‏ ويقرأ في العنكبوت (‏لَنَثْويَنَّهُمْ من الجنة غرفا) [‏العنكبوت: 58‏]‏ ويقول‏:‏ التَّنَبُّؤ في الدنيا والثواء في الآخرة‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن عمر بن الخطاب‏:‏ أنه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاء يقول‏:‏ خذ‏.‏‏.‏‏.‏ بارك الله لك، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ادّخر لك في الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون‏.‏