التفاسير

< >
عرض

وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
٤٩
يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
٥٠
وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ
٥١
وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ
٥٢
وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ
٥٣
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
٥٤
لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٥٥
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ
٥٦
-النحل

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{ ‏ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة‏ } ‏ قال‏:‏ لم يدع شيئاً من خلقه إلا عبده له طائعاً أو كارهاً‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ يسجد من في السموات طوعاً، ومن في الأرض طوعاً وكرهاً‏.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏يخافون ربهم من فوقهم‏ } ‏ قال‏:‏ مخافة الإجلال‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه، عن أبي هريرة قال‏:‏ ‏
"‏مر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يدعو بأصبعيه فقال له‏: يا سعد، أحد أحد"
‏"‏‏. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال‏:‏ كانوا إذا رأوا إنساناً يدعو بأصبعيه، ضربوا إحداهما وقالوا‏:‏ ‏ { ‏إنما هو إله واحد‏ }.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت‏:‏ إن الله يحب أن يدعى هكذا، وأشارت بأصبع واحدة‏.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال‏:‏ هو الإخلاص، يعني الدعاء بالاصبع‏.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال‏:‏ الدعاء هكذا - وأشار بأصبع واحدة - مقمعة الشيطان‏.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال‏:‏ الإخلاص هكذا‏.‏ وأشار بأصبعيه والدعاء هكذا يعني ببطون كفيه‏.‏ وللاستخارة هكذا، ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏وله الدين واصبا‏ً } ‏ قال‏:‏ ‏ { ‏الدين‏ } ‏ الإخلاص ‏ { ‏واصبا‏ً } ‏ دائماً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله‏:‏ ‏ { ‏وله الدين واصباً } ‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله‏.
واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏وله الدين واصبا‏ً }‏ قال‏:‏ دائماً‏.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏وله الدين واصباً‏ } ‏ قال‏:‏ واجباً‏.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله:‏ { ‏وله الدين واصبا‏ً } ‏ ما الواصب‏؟‏ قال‏:‏ الدائم‏.‏ قال فيه أمية بن أبي الصلت‏:

ولـه الديـن واصبــاً ولــه الملك وحمد لـه على كل حال

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في الآية قال‏:‏ إن هذا الدين دين واصب‏.‏‏.‏‏. ‏شغل الناس وحال بينهم وبين كثير من شهواتهم، فما يستطيعه من إلا من عرف فضله ورجا عاقبته‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏فإليه تجأرون‏ } ‏ قال‏:‏ تتضرعون دعاء‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{ ‏فإليه تجأرون‏ } ‏ يقول‏:‏ تضجون بالدعاء‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏ثم إذا كشف الضر عنكم‏.‏‏.‏‏.‏‏ }‏ الآية، قال‏:‏ الخلق كلهم يُقِرُّونَ لله أنه ربهم ثم يشركون بعد ذلك‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله‏:‏ ‏ { ‏فتمتعوا فسوف تعلمون‏ } ‏ قال‏:‏ هو وعيد‏.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏ { ‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً مما رزقناهم‏ }‏ قال‏:‏ يعلمون أن الله خلقهم ويضرهم وينفعهم، ثم يجعلون لما يعلمون أنه يضرهم ولا ينفعهم نصيباً مما رزقناهم‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا‏ً }‏ قال‏:‏ هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيباً مما رزقهم الله، وجزأوا من أموالهم جزءاً فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏ { ‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيباً مما رزقناهم‏ }‏ هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا‏.