التفاسير

< >
عرض

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٤٨
-البقرة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{ ‏ولكل وجهة‏ }‏ يعني بذلك أهل الأديان‏.‏ يقول‏:‏ لكل قبلة يرضونها ووجه الله حيث توجه المؤمنون‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ ‏{ ‏ولكل وجهة هو موليها‏ } ‏ مضاف قال‏:‏ مواجهها قال‏:‏ صلوا نحو بيت المقدس مرة ونحو الكعبة قبله‏.‏
وأخرج أبو داود في ناسخه عن قتادة ‏{ ‏ولكل وجهة هو موليها‏ }‏ قال‏:‏ هي صلاتهم إلى بيت المقدس وصلاتهم إلى الكعبة‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي داود في المصاحف عن منصور قال‏:‏ نحن نقرأها ‏(‏ولكل جعلنا قبلة يرضونها)‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏ { ‏ولكل وجهة هو موليها‏ } ‏ قال‏:‏ لكل صاحب ملة قبلة وهو مستقبلها‏.‏
وأخرج أبو داود في ناسخة عن أبي العالية ‏ { ‏ولكل وجهة هو موليها‏ } ‏ قال‏:‏ لليهود وجهة هو موليها، وللنصارى وجهة هو موليها فهداكم الله أنتم ايتها الأمة القبلة التي هي القبلة‏.‏
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه كان يقرأ ‏{ ‏ولكل وجهة هو مولاها‏ }‏ ‏.‏
وأما قوله تعالى‏:‏ ‏ { ‏فاستبقوا الخيرات‏ }‏ الآية.
أخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏فاستبقوا الخيرات‏ }‏ يقول‏:‏ لا تغلبن على قبلتكم‏.‏
وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في قوله ‏ { ‏فاستبقوا الخيرات‏ } ‏ قال‏:‏ فسارعوا في الخيرات { ‏أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً‏ } ‏ قال‏:‏ يوم القيامة‏.‏
وأخرج البخاري والنسائي والبيهقي في سننه عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏
"‏ "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته‏‏" .