التفاسير

< >
عرض

يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَٰواْ وَيُرْبِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
٢٧٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
٢٧٧
-البقرة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس ‏ { ‏يمحق الله الربا‏ } ‏ قال‏:‏ ينقص الربا ‏ { ‏ويربي الصدقات‏ } ‏ قال‏:‏ يزيد فيها‏.‏
وأخرج أحمد وابن ماجة وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"‏إن الربا وإن كثر فان عاقبته تصير إلى قل‏" .
وأخرج عبد الرزاق عن معمر قال‏:‏ سمعنا أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة حتى يمحق‏.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
‏"‏ "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل‏"
‏‏. وأخرج الشافعي وأحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الصفات عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ "‏إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره أو فلوه حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله { ‏ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } ‏[التوبة: 104‏].‏ و ‏ { ‏يمحق الله الربا ويربي الصدقات‏ }‏"
‏‏. ‏وأخرج البزار وابن جرير وابن حبان والطبراني عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ "‏إن الله تبارك وتعالى يقبل الصدقة ولا يقبل منها إلا الطيب، ويربيها لصاحبها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله حتى أن اللقمة تصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله ‏{ ‏يمحق الله الربا ويربي الصدقات‏ } ‏"
‏‏. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "‏إن المؤمن يتصدق بالتمرة أو بعدلها من الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فتقع في يد الله فيربيها له كما يربي أحدكم فصيله حتى تكون مثل التل العظيم، ثم قرأ ‏ { ‏يمحق الله الربا ويربي الصدقات‏"
‏‏. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال‏:‏ أما ‏{ ‏يمحق الله الربا‏ } ‏ فإن الربا يزيد في الدنيا ويكثر ويمحقه الله في الآخرة ولا يبقى منه لأهله شيء، وأما قوله ‏ { ‏ويربي الصدقات‏ }‏ فإن الله يأخذها من المتصدق قبل أن تصل إلى المتصدق عليه، فما يزال الله يربيها حتى يلقى صاحبها ربه فيعطيها إياه، وتكون الصدقة التمرة أو نحوها، فما يزال الله يربيها حتى تكون مثل الجبل العظيم‏.‏
وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"‏إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون مثل أحد‏"
‏‏.