التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ
١٢٧
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ
١٢٨
وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى
١٢٩
فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ
١٣٠
وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
١٣١
-طه

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله‏:‏ ‏ { ‏وكذلك نجزي من أسرف‏ } ‏ قال‏:‏ من أشرك‏.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏أفلم يهد لهم‏ } ‏ قال‏:‏ ألم نبين لهم‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏أفلم يهد لهم‏ } ‏ قال‏:‏ أفلم نبين لهم ‏{ ‏كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم‏ } ‏ نحو عاد وثمود ومن أهلك من الأمم‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{ ‏ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى‏ } ‏ قال‏:‏ هذا من مقاديم الكلام يقول‏:‏ لولا كلمة من ربك وأجل مسمى لكان لزاما‏ً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{ ‏ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً‏ } ‏ قال‏:‏ لكان أخذاً، ولكنا أخرناهم إلى يوم بدر وهو اللزوم، وتفسيرها ‏ { ‏ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى‏ } ‏ لكان لزاماً، ولكنه تقديم وتأخير في الكلام‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية قال‏:‏ الأجل المسمى، الكلمة التي سبقت من ربك ‏ { ‏لكان لزاماً وأجل مسمى‏ }‏ قال‏:‏ أجل مسمى الدنيا‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏ { ‏لكان لزاما‏ً } ‏ قال‏:‏ موتا‏ً.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{ ‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏ } ‏ قال‏:‏ هي الصلاة المكتوبة‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس‏ } ‏ قال‏:‏ هي صلاة الفجر ‏ { ‏وقبل غروبها‏ } ‏ قال‏:‏ صلاة العصر ‏ { ‏ومن آناء الليل‏ }‏ قال‏:‏ صلاة المغرب والعشاء ‏ { ‏وأطراف النهار‏ }‏ قال‏:‏ صلاة الظهر‏.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير،
‏ ‏‏ "عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏ { ‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏ } قال‏‏: ‏{ ‏قبل طلوع الشمس‏ }‏ صلاة الصبح ‏{ ‏وقبل غروبها‏ }‏ صلاة العصر"
‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏ { ‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏ } ‏ قال‏:‏ كان هذا قبل أن تفرض الصلاة‏.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه، عن جرير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"‏إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا‏" ‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏ { ‏وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏ }‏‏.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي، عن عمارة بن رومية‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:
‏ ‏ "‏لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏"
‏‏. وأخرج الحاكم عن فضالة بن وهب الليثي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏ "حافظ على العصرين‏.‏ قلت‏:‏ وما العصران‏؟‏ قال‏:‏ صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏"
‏‏. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله‏:‏ ‏ { ‏ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار‏ }‏ قال‏:‏ بعد الصبح وعند غروب الشمس‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله‏:‏ ‏{ ‏لعلك ترضى‏ } ‏ قال‏:‏ الثواب فيما يزيدك الله على ذلك‏.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن، أنه قرأ ‏{ ‏لعلك ترضى‏ } ‏ برفع التاء‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والخرائطي في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في المعرفة عن أبي رافع قال‏:‏
‏"‏ "أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيفاً ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يصلحه، فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو أسلِفْنا دقيقاً إلى هلال رجب‏.‏ فقال‏:‏ لا، إلا برهن‏.‏ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال‏:‏ أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض، ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه، اذهب بدرعي الحديد، فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية ‏ { ‏ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم‏ } ‏ كأنه يعزيه عن الدنيا"
‏"‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله‏:‏ ‏{ ‏ولا تمدن عينيك‏ }‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:
‏ ‏ "‏إن أخوف ما أخاف عليكم، ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا‏.‏ قالوا‏:‏ وما زهرة الدنيا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ بركات الأرض‏"
‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{ ‏زهرة الحياة الدنيا‏ } ‏ قال‏:‏ زينة الحياة الدنيا ‏ { ‏لنفتنهم فيه‏ } ‏ قال‏:‏ لنبتليهم فيه ‏ { ‏ورزق ربك خير وأبقى‏ } ‏ قال‏:‏ مما متع به هؤلاء من زهرة الدنيا‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏ { ‏ورزق ربك خير وأبقى‏ } ‏ يقول‏:‏ رزق الجنة‏.
وأخرج المرهبي في فضل العلم عن زياد الصدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏ "من طلب العلم تكفل الله برزقه‏"
‏‏. وأخرج المرهبي عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ "من غدا في طلب العلم، أظلت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه وكان عليه مباركاً"
‏"‏‏.