التفاسير

< >
عرض

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ
١٣٢
-طه

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏ { ‏وأمر أهلك بالصلاة‏ }‏ قال‏:‏ قومك‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله‏:‏ ‏ { ‏لا نسألك رزقا‏ً }‏ قال‏:‏ لا نكلفك الطلب‏.‏
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عروة، أنه كان إذا دخل على أهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفاً، فإذا رجع إلى أهله فدخل الدار قرأ ‏ { ‏ولا تمدن عينيك‏ } ‏ إلى قوله‏:‏ ‏ { ‏نحن نرزقك‏ }‏ ثم يقول‏:‏ الصلاة‏.‏‏.‏‏.‏ الصلاة رحمكم الله‏.
وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار، عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏
"لما نزلت ‏ { ‏وأمر أهلك بالصلاة‏ } ‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول‏: الصلاة رحمكم الله ‏{ ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا‏ً } ‏[‏الأحزاب: 33‏]‏ "
‏‏‏. وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن ثابت قال‏:‏ ‏"‏كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله بالصلاة‏:‏ صلوا‏.‏‏.‏‏.‏ صلوا‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ قال ثابت‏:‏ وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة‏.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد عن معمر، عن رجل من قريش قال‏:‏ ‏"‏كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله بعض الضيق في الرزق، أمر أهله بالصلاة ثم قرأ ‏ { ‏وأمر أهلك بالصلاة‏.‏‏.‏‏.‏‏ } ‏ الآية‏"‏‏.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح، عن عبد الله بن سلام قال‏:‏ ‏"‏كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق، أمرهم بالصلاة وتلا ‏ { ‏وأمر أهلك بالصلاة‏.‏‏.‏‏.‏‏ } ‏ الآية‏"‏‏.
وأخرج مالك والبيهقي عن أسلم قال‏:‏ كان عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم‏:‏ الصلاة‏.‏‏.‏‏.‏ الصلاة‏.‏‏.‏‏.‏ ويتلو هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏وأمر أهلك بالصلاة‏ }‏‏.
وأخرج ابن أبي شيبة عن هشام بن عروة قال‏:‏ قال لنا أبي‏:‏ إذا رأى أحدكم شيئاً من زينة الدنيا وزهرتها، فليأت أهله وليأمر أهله بالصلاة وليصطبر عليها، فإن الله قال لنبيه‏ صلى الله عليه وسلم‏ ‏{ ‏ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏ } ‏ وقرأ إلى آخر الآية‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏ { ‏والعاقبة للتقوى‏ }‏ قال‏:‏ هي الجنة‏.‏ والله أعلم‏.