التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ
٢٦
لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
٢٧
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
٢٨
وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّيۤ إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ
٢٩
أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ
٣٠
-الأنبياء

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ قالت اليهود‏:‏ إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة‏.‏ فقال الله تكذيباً لهم ‏ { ‏بل عباد مكرمون‏ } ‏ أي الملائكة ليس كما قالوا، بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته ‏ { ‏لا يسبقونه بالقول‏ } ‏ يثني عليهم ‏ { ‏ولا يشفعون‏ } ‏ قال‏:‏ لا تشفع الملائكة يوم القيامة ‏ { ‏إلا لمن ارتضى‏ } ‏ قال‏:‏ لأهل التوحيد‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{ ‏إلا لمن ارتضى‏ } ‏ قال‏:‏ لمن رضي عنه‏.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏إلا لمن ارتضى‏ } ‏ قال‏:‏ قول لا إله إلا الله‏.
واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏إلا لمن ارتضى‏ } ‏ قال‏:‏ الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله إلا الله‏.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في البعث، عن جابر رضي الله عنه‏:‏
‏ ‏ " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله ‏ { ‏ولا يشفعون إلا لمن ارتضى‏ } ‏ فقال‏: ‏إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي‏"
‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ "‏ليلة أسري بي مررت بجبريل، وهو بالملأ الأعلى ملقى كالحلس البالي من خشية الله‏"
‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏ومن يقل منهم‏ } ‏ يعني من الملائكة ‏ { ‏إني إله من دونه‏ } ‏ قال‏:‏ ولم يقل ذلك أحد من الملائكة إلا إبليس، دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏ { ‏ومن يقل منهم إني إله من دونه‏.‏‏.‏‏.‏‏ } ‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إنما كانت هذه خاصة لإبليس‏.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏كانتا رتقاً ففتقناهما‏ }‏ قال‏:‏ فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏كانتا رتقاً‏ } ‏ قال‏:‏ لا يخرج منهما شيء ‏ { ‏ففتقناهما‏ } ‏ قال‏:‏ فتقت السماء بالمطر وفتقت الأرض بالنبات‏.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية من طريق عبدالله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما‏:‏ أن رجلاً أتاه فسأله عن ‏ { ‏السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما‏ } ‏ قال‏:‏ اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعالَ فأخبرني ما قال‏.‏ فذهب إلى ابن عباس فسأله قال‏:‏ نعم، كانت السماء رتقاء لا تمطر وكانت الأرض رتقاء لا تنبت، فلما خلق الله الأرض فتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات‏.‏ فرجع الرجل على ابن عمر فأخبره فقال ابن عمر‏:‏ الآن علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علماً، صدق ابن عباس هكذا كانت‏.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏ { ‏كانتا رتقا‏ً } ‏ قال‏:‏ ملتصقتين‏.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد حميد وابن المنذر وأبو الشيخ، عن عكرمة قال‏:‏ سئل ابن عباس عن الليل، كان قبل أم النهار‏؟‏ قال‏:‏ الليل‏.‏ ثم قرأ ‏ { ‏إن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما‏ } ‏ فهل تعلمون كان بينهما إلا ظلمة‏.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏كانتا رتقاً ففتقناهما‏ } ‏ قال‏:‏ فتق من الأرض ست أرضين معها، فتلك سبع أرضين بعضهن تحت بعض، ومن السماء سبع سموات منها معها، فتلك سبع سموات بعضهن فوق بعض ولم تكن الأرض والسماء مماستين‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{ ‏كانتا رتقاً ففتقناهما‏ } ‏ قال‏:‏ كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سموات، وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين‏.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله‏:‏ ‏{ ‏كانتا رتقاً ففتقناهما‏ }‏ قال‏:‏ كانتا جمعاً ففصل الله بينهما بهذا الهواء‏.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ كانت السموات والأرضون ملتزقتين، فلما رفع الله السماء وابتزها من الأرض، فكان فتقها الذي ذكر الله‏.
وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات،
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏‏قلت‏:‏ يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء، قال‏: كل شيء خلق من الماء‏"
‏‏. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعلنا من الماء كل شيء حي‏ } ‏ قال‏:‏ نطفة الرجل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏ { ‏وجعلنا من الماء كل شيء حي‏ } ‏ قال‏:‏ خلق كل شيء من الماء، وهو حياة كل شيء‏.