التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ
٩٩
لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
١٠٠
-المؤمنون

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إذا وضع الكافر في قبره فيرى مقعده من النار قال: { رب ارْجعُونِ } حتى أتوب، أعمل صالحاً، فيقال: قد عمرت ما كنت معمراً. فيضيق عليه قبره فهو كالمنهوش ينام ويفزع، تهوي إليه هوام الأرض؛ حيّاتها وعقاربها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، يدخل عليهم في قبورهم حيات سود، حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقيان في وسطه. فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون }.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { قال رب ارجعون } قال: هذا حين يعاين قبل أن يذوق الموت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال: زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة
"إن المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؟ بل قُدُماً إلى الله. وأما الكافر فيقولون له: نرجعك؟ فيقول: { رب ارجعون، لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }" .
وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه، فعند ذلك يقول { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }" .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } قال: لعلي أقول لا إله إلا الله.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله { لعلي أعمل صالحاً } قال: أقول لا إله إلا الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في قوله { ومن ورائهم برزخ } قال: أمامهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال: هو ما بين الموت إلى البعث.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: { البرزخ } الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال: حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: { البرزخ } ما بين الدنيا والآخرة. ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في الآية قال: { البرزخ } بين الدنيا والآخرة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: { البرزخ } بقية الدنيا.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { ومن ورائهم برزخ } قال: أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة، هم فيه إلى يوم يبعثون.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال: { البرزخ } القبور.
وأخرج بن أبي حاتم عن أبي صخر قال: { البرزخ } المقابر. لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة،فهم مقيمون إلى يوم يبعثون.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي أمامة أنه شهد جنازة، فلما دفن الميت قال: هذا برزخ إلى يوم يبعثون.
وأخرج هناد عن أبي محلم قال: قيل للشعبي مات فلان قال: ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة. هو في البرزخ.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله { ومن ورائهم برزخ } قال: ما بعد الموت.