التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً
٧٥
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
٧٦
-الفرقان

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم " في قوله ‏ { ‏أولئك يجزون الغرفة‏ } ‏ قال‏:‏ هي من ياقوته حمراء، أو زبرجدة خضراء، أو درة بيضاء، ليس فيها قصم ولا وهم‏" .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏أولئك يجزون الغرفة‏ }‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر في قوله ‏ { ‏أولئك يجزون الغرفة بما صبروا‏ }‏ قال‏:‏ على الفقر في دار الدنيا‏.‏
وأخرج زاهر بن طاهر الشحامي عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏
"إن في الجنة لغرفاً ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل‏:‏ يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها‏؟‏ قال‏:‏ يدخلونها أشباه الطير قيل يا رسول الله‏:‏ لمن هي‏؟‏ قال: لأهل الاسقام والأوجاع والبلوى"
‏"‏‏. وأخرج أحمد عن أبي مالك الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ "إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام‏"
‏‏. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‏ { ‏أولئك‏ } ‏ يعني الذين في هؤلاء الآيات ‏ { ‏يجزون الغرفة‏ } ‏ يعني في الآخرة ‏{ ‏الغرفة‏ }‏ الجنة ‏{ ‏بما صبروا‏ }‏ على أمر ربهم ‏ { ‏ويلقون فيها‏ } ‏ يعني تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام ‏ { ‏خالدين فيها‏ } ‏ لا يموتون ‏ { ‏حسنت مستقرا‏ً }‏ يعني مستقرهم في الجنة ‏ { ‏ومقاماً‏ } ‏ يعني مقام أهل الجنة‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم قال‏:‏ لقي ابن سيرين رجل فقال‏:‏ حياك الله فقال‏:‏ إن أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏"‏أولئك يجزون الغرفة ‏(‏واحدة‏)‏ بما صبروا ويلقون" خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم‏.‏