التفاسير

< >
عرض

مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
٢٨
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
٢٩
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَاطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ
٣٠
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
٣١
وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ
٣٢
يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ
٣٣
-لقمان

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة‏ } ‏ قال‏:‏ يقول له كن فيكون‏.‏ القليل والكثير‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله تعالى عنه في قوله ‏ { ‏ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة‏ }‏ يقول: إنما خلق الله الناس كلهم وبعثهم كخلق نفس واحدة وبعثها‏.‏ وفي قوله ‏{ ‏ألم تر أن الله يولج الليل في النهار‏ } ‏ قال‏:‏ نقصان الليل زيادة النهار ‏ { ‏ويولج النهار في الليل‏ } ‏ نقصان النهار زيادة في الليل { ‏كل يجري إلى أجل مسمى‏ } ‏ لذلك كله وقت واحد معلوم، لا يعدوه ولا يقصر دونه‏.‏ وفي قوله ‏ { ‏إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور‏ } ‏ قال‏:‏ إن أحب عباد الله إليه الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر‏.‏ وفي قوله ‏{ ‏وإذا غشيهم موج كالظلل‏ }‏ قال‏:‏ كالسحاب وفي قوله ‏{ ‏وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور‏ }‏ قال‏:‏ غدار بذمته، كفور بربه‏.‏
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏فمنهم مقتصد‏ }‏ قال‏:‏ في القول وهو كافر ‏ { ‏وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار‏ } ‏ قال‏:‏ غدار ‏ { ‏كفور‏ }‏ قال‏:‏ كافر‏.‏
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{ ‏ختار‏ } ‏ قال‏:‏ جحاد‏.‏
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏ { ‏كل ختار كفور‏ }‏ قال‏:‏ الجبار‏.‏ الغدار‏.‏ الظلوم‏.‏ الغشوم‏.‏ ‏ { ‏الكفور‏ } ‏ الذي يغطي النعمة قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر وهو يقول‏:‏

لقد علمت واستيقنت ذات نفسها بأن لا تخاف الدهر صرمي ولا ختري

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏كل ختار‏ } ‏ قال‏:‏ الذي يغدر بعهده ‏ { ‏كفور‏ }‏ قال‏:‏ بربه‏.‏
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ‏ولا يغرنكم بالله الغرور‏ }‏ قال‏:‏ هو الشيطان‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ‏{ ‏ولا يغرنكم بالله الغرور‏ }‏ قال‏:‏ الشيطان‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{ ‏ولا يغرنكم بالله الغرور‏ }‏ قال‏:‏ الشيطان‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه { ‏ولا يغرنكم بالله الغرور‏ }‏ قال‏:‏ أن تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة‏.‏