التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً
٤٥
وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً
٤٦
وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً
٤٧
وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّـلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِـيلاً
٤٨
-الأحزاب

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما نزلت ‏{ ‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا‏ً } ‏ وقد كان أمر علياً ومعاذ أن يسيرا إلى اليمن، فقال "انطلقا فَبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرا ولا تُعَسِّرا، فإنه قد أنزل عليَّ ‏{ ‏يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا‏ً } ‏قال‏:‏ شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة، ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة لا إله إلا الله ‏ { ‏بإذنه وسراجاً منيرا‏ً } ‏ بالقرآن"
‏"‏‏. وأخرج أحمد والبخاري وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال‏:‏ لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت‏:‏ أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال‏:‏ أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ‏{ ‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا‏ً }‏ وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا تجزىء بالسيئة السيئة، ولكن تعفو وتصفح‏.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏
"‏ "إني عبدالله، وخاتم النبيين، وأبي منجدل في طينته، وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت لها قصور الشام‏. ثم تلا ‏{ ‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } إلى قوله { منيرا‏ً }‏‏ " .
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا‏: "لما نزلت { ‏ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } ‏[‏الفتح: 2‏] قالوا‏:‏ يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا‏؟‏ فأنزل الله ‏{ ‏وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيرا‏ً }‏ قال‏:‏ الفضل الكبير‏:‏ الجنة‏" .
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ "اجتمع عتبة‏.‏ وشيبة‏.‏ وأبو جهل‏.‏ وغيرهم فقالوا‏:‏ أسقط السماء علينا كسفا، أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك إلي‏.‏ إنما بعثت إليكم داعياً ومبشراً ونذيراً" .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا‏ً }‏ قال‏:‏ على أمتك بالبلاغ ‏ { ‏ومبشراً‏ }‏ بالجنة ‏{ ‏ونذيرا‏ً }‏ من النار ‏{ ‏وداعياً إلى الله‏ }‏ إلى شهادة أن لا إله إلا الله ‏{ ‏بإذنه‏ }‏ قال‏:‏ بأمره ‏ { ‏وسراجاً منيرا‏ً } ‏ قال‏:‏ كتاب الله يدعوهم إليه ‏ { ‏وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيرا‏ً }‏ وهي الجنة ‏{ ‏ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم‏ } ‏ قال‏:‏ اصبر على أذاهم‏.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏ودع أذاهم‏ } قال‏:‏ اعرض عنهم‏.