التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ
١١
-الحجرات

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله تعالى‏:‏ ‏ { ‏يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم‏ } ‏ قال‏:‏ نزلت في قوم من بني تميم استهزأوا من بلال وسلمان وعمار وخباب وصهيب وابن فهيرة وسالم مولى أبي حذيفة‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏لا يسخر قوم من قوم‏ }‏ قال‏:‏ لا يستهزىء قوم بقوم إن يكن رجلاً غنياً أو فقيراً ‏[‏‏7‏]‏ أو يعقل رجل عليه فلا يستهزىء به‏.‏
أما قوله تعالى‏:‏ { ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ }‏‏ .‏
أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ }‏ قال‏:‏ لا يطعن بعضكم على بعض‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏ { ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ } ‏ قال‏:‏ لا يطعن بعضكم على بعض‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{ ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ }‏ قال‏:‏ لا تطعنوا‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ‏{ ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ }‏ بنصب التاء وكسر الميم‏.‏
وأخرج ابن أبي الدنيا عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏ولا تلمزوا أنفسكم‏ }‏ قال‏:‏ اللمز الغيبة‏.‏
أما قوله تعالى‏:‏ ‏{ ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏‏ .‏
أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوي في معجمه وابن حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال‏:‏ فينا نزلت في بني سلمة ‏{ ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله إسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يكره هذا الإِسم، فأنزل الله ‏{ ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏‏ .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ } ‏ قال‏:‏ كان هذا الحي من الأنصار قل رجل منهم إلا وله إسمان أو ثلاثة فربما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الرجل منهم ببعض تلك الأسماء، فيقال يا رسول الله إنه يكره هذا الاسم، فأنزل الله ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ ‏.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ } ‏ قال‏:‏ إن يسميه بغير اسم الإِسلام يا خنزير يا كلب يا حمار‏.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ قال‏:‏ التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب منها وراجع الحق فنهى الله أن يعير بما سلف من عمله‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ قال‏:‏ أن يقول إذا كان الرجل يهودياً فأسلم يا يهودي يا نصراني يا مجوسي، ويقول للرجل المسلم يا فاسق‏.‏
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن في الآية قال‏:‏ كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودي، فنهوا عن ذلك‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ قال‏:‏ لا تقل لأخيك المسلم يا فاسق يا منافق‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ }‏ قال‏:‏ هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي العالية في الآية، قال‏:‏ هو قول الرجل لصاحبه يا فاسق يا منافق‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏ { ‏ولا تنابزوا بالألقاب‏ } ‏ قال‏:‏ يدعى الرجل بالكفر وهو مسلم‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏ { ‏بئس الإِسم الفسوق بعد الإِيمان‏ } ‏ قال‏:‏ أن يقول الرجل لأخيه يا فاسق‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي ‏{ ‏بئس الإِسم الفسوق بعد الإِيمان‏ }‏ قال‏:‏ الرجل يكون على دين من هذه الأديان فيسلم فيدعوه بدينه الأول يا يهودي يا نصراني‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:
‏ ‏"‏ "من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه‏"
‏‏.‏