التفاسير

< >
عرض

وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ
٣٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
٣٧

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏فنقبوا في البلاد‏ } ‏ قال‏:‏ أثروا‏.‏
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏ { ‏فنقبوا في البلاد‏ }‏ قال‏:‏ هربوا بلغة اليمن‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول عدي بن زيد‏:‏

نقبوا في البلاد من حذر الموت وجالوا في الأرض أيَّ مجال

وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏ { ‏فنقبوا في البلاد‏ }‏ قال‏:‏ ضربوا في الأرض‏.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله ‏ { ‏هل من محيص‏ } ‏ قال‏:‏ هل من مهرب يهربون من الموت‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{ ‏فنقبوا في البلاد هل من محيص‏ } ‏ قال‏:‏ حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركا‏ً.‏
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب‏ }‏ قال‏:‏ كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال آنفا‏ً؟‏ ليس معهم قلوب‏.
وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة‏.‏
وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميزان، ولا وحشة أشد من العجب‏.‏
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله ‏ { ‏أو ألقى السمع‏ } ‏ قال‏:‏ لا يحدث نفسه بغيره ‏ { ‏وهو شهيد‏ } ‏ قال‏:‏ شاهد بالقلب‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله ‏ { ‏أو ألقى السمع وهو شهيد‏ } ‏ قال‏:‏ يستمع وقلبه شاهد لا يكون قلبه مكاناً آخر‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏أو ألقى السمع وهو شهيد‏ } ‏ قال‏:‏ هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي محمداً مكتوبا‏ً.‏