التفاسير

< >
عرض

قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ
١
بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ
٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ
٣
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ
٤
بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ
٥
أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
٦
وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
٧
تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ
٨
وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ
٩
وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
١٠
رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ
١١

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏ق‏ } ‏ قال‏:‏ هو اسم من أسماء الله‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحراً محيطاً بها ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له ‏{ ‏ق‏ }‏ السماء الدنيا مترفرفة عليه، ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضاً مثل تلك الأرض سبع مرات، ثم خلق من وراء ذلك بحراً محيطاً بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات، قال‏:‏ وذلك قوله ‏
{ ‏ { والبحر يمده من بعده سبعة أبحر‏ } }‏ ‏[‏لقمان: 27‏].
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله ‏{ ‏ق‏ } ‏ قال‏:‏ جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كتفا السماء‏.
وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال‏:‏ خلق الله جبلاً يقال له ‏{ ‏ق‏ }‏ محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها، فمن ثم تحرك القرية دون القرية‏.‏
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال‏:‏ ‏ { ‏ق‏ }‏ جبل محيط بالأرض‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة ‏{ ‏ق‏ } ‏ إسم من أسماء القرآن‏.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{ ‏والقرآن المجيد‏ } ‏ قال‏:‏ الكريم‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ ‏{ ‏والقرآن المجيد‏ } ‏ ليس شيء أحسن منه ولا أفضل منه‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏ { ‏ذلك رجع بعيد‏ } ‏ قال‏:‏ أنكروا البعث فقالوا‏:‏ من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا‏؟‏‏.‏
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس‏:‏ ‏ { ‏قد علمنا ما تنقص الأرض منهم‏ } ‏ قال‏:‏ من أجسادهم وما يذهب منها‏.‏
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‏{ ‏قد علمنا ما تنقص الأرض منهم‏ } ‏ قال‏:‏ ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال‏:‏ يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ‏ { ‏وعندنا كتاب حفيظ‏ }‏ قال‏:‏ لعدتهم وأسمائهم‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس ‏{ ‏في أمر مريج‏ }‏ يقول‏:‏ مختلف‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق أبي جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله ‏{ ‏في أمر مريج‏ } ‏ يقول‏:‏ الشيء المريج الشيء المنكر المتغير، أما سمعت قول الشاعر‏؟

فجالت والتمست به حشاها فخر كأنه خوط مريج

وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ‏{ ‏في أمر مريج‏ } ‏ يقول‏:‏ في أمر ضلالة‏.
وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف، والخطيب في تالي التلخيص، والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله‏:‏ ‏{ ‏في أمر مريج‏ } ‏ قال‏:‏ مختلط‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت قول الشاعر‏:

فراغت فانتفذت به حشاها فخر كأنه خوط مريج

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏ { ‏في أمر مريج‏ } ‏ قال‏:‏ ملتبس وفي قوله ‏ { ‏ما لها من فروج‏ }‏ قال‏:‏ شقوق‏.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله تعالى ‏ { ‏من كل زوج بهيج‏ } ‏ قال‏:‏ الزوج الواحد والبهيج الحسن‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول‏:

وكل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبوك يداه معاً

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏كل زوج بهيج‏ } ‏ قال‏:‏ حسن ‏ { ‏تبصرة‏ } ‏ قال‏:‏ نعم تبصرة للعباد ‏ { ‏وذكرى لكل عبد منيب‏ } ‏ قال‏:‏ المنيب المقبل قلبه إلى الله‏.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏تبصرة‏ } ‏ قال‏:‏ بصيرة‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله ‏ { ‏لكل عبد منيب‏ } ‏ قال‏:‏ مخبت‏.‏
وأخرج في الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا أمطرت السماء يقول‏:‏ يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي، ويقول ‏{ ‏وأنزلنا من السماء ماءً مباركا‏ً }‏ ‏.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله ‏{ ‏وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً‏ } ‏ قال‏:‏ المطر‏.‏
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏وحب الحصيد‏ } ‏ قال‏:‏ الحنطة‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏وحب الحصيد‏ }‏ قال‏:‏ هو البر والشعير‏.‏
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن قطبة قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح فلما أتى على هذه الآية ‏ { ‏والنخل باسقات لها طلع نضيد‏ }‏ قال قطبة‏:‏ فجعلت أقول ما أطولها‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏والنخل باسقات‏ } ‏ قال‏:‏ الطول‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال‏:‏ سألت عكرمة عن ‏{ ‏النخل باسقات‏ } فقلت‏:‏ ما بسوقها‏؟‏ قال‏:‏ بسوقها طلعها، ألم تر أنه يقال للشاة إذا حان ولادها بسقت‏؟‏ قال‏:‏ فرجعت إلى سعيد بن جبير، فقلت له‏:‏ فقال‏:‏ كذب، بسوقها طولها في كلام العرب ألم تر أن الله قال‏:‏ ‏ { ‏والنخل باسقات‏ } ‏ ثم قال ‏ { ‏طلع نضيد‏ }‏‏ .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد في قوله ‏ { ‏والنخل باسقات‏ } ‏ قال‏:‏ استقامتها‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال‏:‏ بسوقها التفافها‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{ ‏لها طلع نضيد‏ } ‏ قال‏:‏ متراكم بعضه على بعض‏.‏