التفاسير

< >
عرض

وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ
٤٢
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ
٤٣
فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ
٤٤
فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ
٤٥
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
٤٦
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَٰهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
٤٧
وَٱلأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ
٤٨
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩
فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥٠
وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥١
كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٥٢
أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٥٣
-الذاريات

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{ ‏الريح العقيم‏ }‏ قال‏:‏ الشديدة التي لا تلقح شيئا‏ً.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم‏ } ‏ قال‏:‏ الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب، وفي قوله ‏{ ‏إلا جعلته كالرميم‏ } ‏ قال‏:‏ كالشيء الهالك‏.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{ ‏الريح العقيم‏ } ‏ قال‏:‏ ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
"‏الريح مسجنة في الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحاً تهلك عاداً، قال‏:‏ أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور، قال له الجبار‏.‏ لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي قال الله ‏{ ‏ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم‏ }‏"
‏"‏‏.‏ وأخرج الفريابي وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ ‏{ ‏الريح العقيم‏ } ‏ النكباء‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال‏:‏ ‏{ ‏الريح العقيم‏ }‏ الجنوب‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ ‏{ ‏الريح العقيم‏ } ‏ الصبا التي لا تلقح شيئاً، وفي قوله‏:‏ ‏ { ‏كالرميم‏ }‏ قال‏:‏ الشيء الهالك‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ‏ { ‏الريح العقيم‏ } ‏ التي لا تنبت وفي قوله ‏ { ‏إلا جعلته كالرميم‏ } ‏ قال‏:‏ كرميم الشجر‏.‏
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه
"‏عن رجل من ربيعة قال‏:‏ قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده وافد عاد فقلت‏:‏ أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏: وما وافد عاد‏؟ فقلت‏:‏ على الخبير سقطت، إن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال‏:‏ اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه، فاسْق عبدك ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه، فرفع له سحابات فقيل له‏:‏ اختر إحداهن فاختار السوداء منهن، فقيل له‏:‏ خذها رماداً ومدداً لا تذر من عاد أحداً، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم، ثم قرأه ‏ { ‏وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم‏ }‏‏ ‏" .
وأخرج البيهقي في سننه عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين‏ } ‏ قال‏:‏ ثلاثة أيام‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏فعتوا‏ } ‏ قال‏:‏ علواً وفي قوله ‏ { ‏فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون‏ }‏ قال‏:‏ فجأة‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏فعتوا‏ }‏ قال‏:‏ علواً وفي قوله ‏{ ‏فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون‏ }‏ قال‏:‏ فجأة‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏فما استطاعوا من قيام‏ } ‏ قال‏:‏ من نهوض‏.‏
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏فما استطاعوا من قيام‏ }‏ قال‏:‏ لم يستطيعوا أن ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم، وفي قوله ‏ { ‏وما كانوا منتصرين‏ }‏ قال‏:‏ لم يستطيعوا امتناعاً من أمر الله‏.‏
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏ { ‏والسماء بنيناها بأييد‏ } ‏ قال‏:‏ بقوة‏.‏
وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏والسماء بنيناها بأييد‏ } ‏ قال‏:‏ يعني بقوة‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏وإنا لموسعون‏ } ‏ قال‏:‏ لنخلق سماء مثلها وفي قوله ‏{ ‏والأرض فرشناها فنعم الماهدون‏ }‏ قال‏:‏ الفارشون‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏ومن كل شيء خلقنا زوجين‏ }‏ قال‏:‏ الكفر والإِيمان، والشقاء والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإِنس، والبر والبحر، والشمس والقمر، وبكرة وعشية، ونحو هذا كله‏.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏أتواصوا به‏ } ‏ قال‏:‏ هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب‏.‏